استأنف البابا فرنسيس زياراته إلى الرعايا الرومانية، وتوجه إلى رعية القديسة مريم في سيتيفيلي بغويدونيا حيث التقى المؤمنين وقام بزيارة إلى نائب خادم الرعية الكاهن جوزيبيه بيراردينو المصاب بمرض عضال. وكان للبابا أيضا لقاء مع شبيبة الرعية والفتيان الذين نالوا مؤخرا سر التثبيت. واحتفل البابا فرنسيس بالقداس في كنيسة الرعية مشددا على ضرورة أن يشهد المؤمن المسيحي للرب ويتحدث عنه لا بالقول وحسب إنما بالفعل أيضا مؤكدا أن الشهادة المسيحية تتم بالقول والقلب واليدين.
واعتبر البابا أن المسيحي ليس مدعوا لأن يطلب من غير المؤمنين أن يؤمنوا بمعتقداته، بل عليه أن ينتظر أن يسأله الآخرون “لماذا تعيش على هذا النحو؟” وعندها يمكن أن يعرض إيمانه على الآخرين. وشجع البابا الشبان بنوع خاص على الاقتداء بمثل الأجداد الذين يحفظون الأسرة، وقال إن هؤلاء المسنين هم ذاكرتنا وحكمتنا، كما أنهم أصدقاؤنا أيضا. وتحدث فرنسيس عن الإيمان قائلا إن الإيمان هو عطية من عند الله، وينبغي علينا أن نحافظ على هذه الهبة، لافتا إلى أن المرء لا يصل إلى الإيمان من خلال الدراسة لأن الإيمان عطية ويُنال كهدية. وتوجه البابا أيضا إلى المرضى مؤكدا لهم أن الرب يسوع شاء أن يكون قريبا منا من خلال الألم أيضا، وهو قريب من كل شخص متألم بواسطة آلامه.
وفي عظته أثناء الاحتفال بالقداس عاد البابا ليتحدث عن أهمية الشهادة للرب، وقال إن هناك العديد من المسيحيين الذين يعترفون بأن يسوع هو الله، وهذا ما يفعله العديد من الكهنة والأساقفة وتساءل عما إذا كان هؤلاء يشهدون فعلا للرب. وحذّر البابا من مغبة الثرثرة المفرطة، لافتا إلى أن الرعية تصير عاجزة عن الشهادة لإيمانها إذا ما كثرت في داخلها الثرثرة. ودعا المؤمنين لأن يعرضوا أي مشكلة يواجهونها عل كاهن الرعية أو على الشخص المعني بهذه المشكلة مباشرة، معتبرا أن هذا الأمر يدل على حضور الروح القدس داخل الرعية. في ختام القداس حيا البابا فرنسيس جميع المؤمنين الذين تجمعوا خارج الكنيسة لإلقاء التحية عليه وتمنى أن يكون الحي الذي يعيشون فيه حيا للسلام.
وكانت إذاعتنا قد أجرت مقابلة مع خادم هذه الرعية لويجي تيدولدي لمناسبة زيارة البابا فرنسيس الذي عبر عن سروره ومفاجأته لدى تلقيه هذا النبأ. وأوضح أن أحدا من أبناء الرعية لم يتوقّع أن يقوم البابا بهذه الزيارة. وقال الكاهن الكاثوليكي الإيطالي إن رعيته فتية نسبيا إذ أنشأت لأربعين سنة خلت وتم تكريس الكنيسة في الخامس عشر من كانون الثاني يناير من العام 2000. وهي تضم جماعة حيّة وتعانق منطقة تَعد ستة آلاف نسمة تقريبا، بينهم عشرون بالمائة يشاركون بشكل ناشط في حياة الرعية. تجدر الإشارة أيضا إلى أن البابا، ومع زيارته لرعية سيتيفيله بغويدونيا، استأنف زياراته إلى الرعايا في مدينة روما وضواحيها والتي كانت قد عُلقت بصورة موقتة لمناسبة الاحتفال بيوبيل سنة الرحمة.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا فرنسيس يزور رعية القديسة مريم في منطقة سيتيفيليه القريبة من روما