“لأنهم مصدر عز وفخر لطاقتنا الاغترابية”، كان لمغتربينا في القارة الافريقية مؤتمر في جوهانسبورغ جمعهم برجال أعمال ومؤسسات تجارية واقتصادية لبنانية.
“مؤتمر الطاقة الاغترابية” الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين، افتتحه وزير الخارجية جبران باسيل الذي نقل الطاقة معه، من حقيبة تسلمها سابقا الى حقيبة الخارجية، ليلمّ شمل اللبنانيين المنتشرين ويحضهم ويحرضهم على تسخير طاقاتهم من أجل لبنان.
حضر الافتتاح وزيرة الشؤون الخارجية في جنوب افريقيا مايتي نكوانا ماشاباني ووزيرة الخارجية في مدغشقر بياتريس عطالله ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ورؤساء الهيئات الاقتصادية اللبنانية، والقناصل، واستقبلهم القائم بالاعمال بالوكالة في جنوب افريقيا آرا خاتشادوريان.
والقى باسيل كلمة أكد فيها “ان المغتربين ليسوا للتمويل، بل مصدر عز وفخر”، ومما قال: “عانينا في لبنان الظلم وما زلنا نعاني مزيداً من التعديات على أرضنا من اسرائيل والارهاب التكفيري، وكذلك عانت أفريقيا عبر العصور استغلال أبنائها وبناتها واستعبادهم. ويحاول كثيرون، لكن من دون جدوى، إذابة هويتنا من خلال إعادة هندسة الشرق بأسس انعزالية تلغي فرادته”.
وأشار الى أنّ “في لبنان كما في أفريقيا من يصرّ على إخراجنا من التاريخ بالقوة، لكننا صمدنا، وصعقنا المستعمرين”.
وخاطب لبنانيي افريقيا قائلاً: “نحن في حاجة اليكم والى قدراتكم لمواجهة المشاكل الكبرى التي يعيشها لبنان، فـ”اللبنانية” هي سرنا ومصدر صمودنا وعلة وجودنا، وعليها أن تحفظ نفسها وتحمي هويتها فلا تذوب، بل تندمج اينما كانت محافظة على خصوصيتها وهويتها”.
ورأى أن “اللبنانية” هي التي “تشكل أساسا لاستعادة حقوق حجبت عنكم أنتم مستحقيها (مثل قانون استعادة الجنسية وحق الاقتراع للمنتشرين، وتخصيصهم بممثلين لهم في البرلمان اللبناني). ونحن نناقش القانون والاصلاحات، أعيد الإصرار على طموحي بتمثيل المنتشرين بـ6 نواب يخصص كل واحد منهم لقارة، وينتخبون من ضمن الـ 128 مقعداً”.
واعتبر “أنّ انتخاب الرئيس ميشال عون شكل برمزيته انطلاقة واعدة للمجهود الوطني، وأولويات العهد من شأنها أن ترسي دعائم لبنان الذي نحلم به، لجهة التعايش بالمناصفة، ولجهة هندسة الدولة بما يتناسب مع طموحاتنا الاقتصادية والاجتماعية. ويشرف وزارة الخارجية والمغتربين أن تضع لقاءاتها الاغترابية ولقاءنا المقبل في بيروت في 4 و5 و6 ايار برعاية رئيس الجمهورية وفي حضوره، وهي رغبة عبر من خلالها فخامة الرئيس عن الأهمية التي يوليها للانتشار اللبناني”.
ماشاباني
وأملت الوزيرة ماشاباني “أن يوطد هذا المؤتمر العلاقات الاقتصادية بين لبنان وافريقيا الجنوبية والقارة الافريقية عموما، التي أصبحت قطبا عالميا مهما في مجال التنمية، حيث ٣ من أصل ١٠ من الاقتصادات المتطورة الأكثر سرعة في العالم هي في افريقيا”.
وعددت المجالات التي يتميز بها الاقتصاد الجنوب أفريقي، وقالت: “هناك العديد من الشركات الأجنبية التي تستثمر هنا، ولدينا العديد من المجالات منها الزراعات البحرية والنقل البحري، وكذلك استخراج الغاز والنفط وصناعة الخدمات، لذلك نأمل التعاون مع شركائنا من الجالية اللبنانية في هذه المجالات”. وتحدثت عن التعاون الكبير مع رجال اعمال من الجالية اللبنانية في مجال التواصل والزراعة والبناء.
صفير
ثم ألقى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ”مجموعة بنك بيروت” سليم صفير كلمة تحدث فيها عن “الآمال الجديدة في لبنان”، مشيراً الى “ان هذا المؤتمر هو فرصة العمر للمغتربين لأنهم وصلوا الى مرحلة النضج في اغترابهم، من هنا ضرورة التواصل والالتزام للمساعدة في النهوض بوطننا الام، مع برامج عمل فعلية”.
ثم عقدت الجلسة الاولى التي افتتحها المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، عن مستقبل الاستثمار في افريقيا ودور المغتربين اللبنانيين فيه، وقدم اقتراحات للمستقبل، معتبرا أن “المغترب اللبناني جزء من نسيج افريقيا الاجتماعي والاقتصادي، والاستثمارات اللبنانية تحتل جزءا من الاستثمارات في افريقيا، وتأتي في المرتبة الثانية من الاستثمارات العالمية فيها”.
وختاما، أقامت السفارة اللبنانية استقبالاً، وألقى خاتشادوريان كلمة ترحيب بالمشاركين.
النهار