تستعد الجامعة اللبنانية الأميركية LAU للتوسع محلياً وعالمياً، على رغم كل ما يحصل في المنطقة. فطموح جوزف جبرا لا يقف عند حد. هو يريد أن تكون الجامعة التي يترأسها حاضرة في كل مكان، وعنواناً للجودة. باختصار، يطمح لأن تكون جامعة عالمية.
نحن نريد أن تكون LAU جامعة عالمية، إنما في خدمة طلابنا وشبابنا. يقول الدكتور جوزف جبرا لـ”النهار”، لنوفر لهم الفرصة لأن يأتوا الى هذا الصرح العلمي من أجل التخصص الأكاديمي النوعي. عمل جبرا كثيراً لرفع شأن الجامعة، فنقلها الى مرحلة متقدمة، وإلى إسم عالمي، فالجواب على مشكلاتنا برأيه هو العلم. ولذا “سعينا لنيل الإعتمادات من أفضل الوكالات العالمية، بدءاً من NEASK التي منحت الجامعة اعتمادها وهي التي تمنح اعتمادها لجامعات مثل هارفرد وغيرها، ثم التمريض فالصيدلة التي نالت اعتماد ACPE”، لكنه يرى بأن مشكلات البلد والمنطقة، جعلتنا جميعاً نتأخر عما يجري في العالم، إنما “نستطيع إثبات أن في إمكاننا اللحاق وتحقيق انجازات أكاديمية وعلمية”.
لا يخفي جبرا بأن أهم اعتماد نالته الجامعة هو NEASK، لأنه اعتماد للجامعة كلها. “وقد حصلنا عليه على رغم الصعوبات، بعدما اشتغلنا على التميز، واستندنا إلى تاريخ الجامعة منذ أن انطلقت بكلية للبنات عام 1835، فعملت بروح واحدة في خدمة الشباب.
يعتبر رئيس الجامعة أن أقساطها ليست مرتفعة جداً مقارنة بما تقدمه من جودة، ويرى أن أي تلميذ مؤهل للدخول الى الجامعة، ومن واجبنا أن نجد للتلامذة طريقة للإنتساب إليها، لافتاً إلى أن المساعدات الطالبية تشكل عنصراً أساسياً لاستقطاب الطلاب، إذ تقدم الجامعة أكثر من 27 مليون دولار للطلاب تدخل في ميزانية الجامعة، إضافة الى مساعدات وتبرعات، ليكشف أن 42% من طلاب LAU يحصلون على مساعدات من الجامعة.
وفي هذا الصدد، يقول جبرا “أننا نفكر كيف نجعل الجامعة ناجحة في هذا المجال؟. فكانت استراتيجينا بالتوجه نحو المدارس الرسمية التي تملك طاقات تستطيع أن تحتضنها الجامعة، فعملنا على تأمين منح لهم من وكالة التنمية الأميركية (القسط الكامل والكومبيوتر والكتب والمصروف والأكل والمنامة) حيث آخر مساعدة حصلنا عليها بلغت 18 مليون دولار على ثلاث سنوات، واستفاد منها 57 تلميذاً من المدارس الرسمية توافرت لديهم مؤهلات لدخول الجامعة”. وأوضح أن الجامعة تقوم بحملات تبرعات، لان ذلك يعني اجتماعياً خدمة اشخاص لتأمين مستقبلهم. وأكبر نجاح للطلاب الممنوحين مساعدة المجتمع بعد التخرج والتفكير بغيرهم. هي روح العالم والإنسانية.
لا يخاف رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية من المنافسة فهي من صميم الجودة في التعليم، “فليس عندنا هواجس تجاهها. إذ من دون منافسة جيدة ومسؤولة لا نتقدم. لذا، نحن نعمل المستحيل ان يتخرج الطالب ويمتلك القدرة الأكاديمية وبناء الشخصية للعيش ضمن المجتمع. ويفخر جبرا بتخصصات في الجامعة، ويتوقف عند كلية الطب، فتأسيسها بالنسبة إليه هو أن يكون الطبيب المتخرج مميزاً بالتخصص وبخدمة المريض. فالمهنة هي ألأساس، ونعمل على إشاعة هذا المفهوم. والتخرج منها هو إنساني بالدرجة الأولى.
يتوقف جبرا عند مركز الجامعة في مانهاتن بنيويورك، فيقول أننا أسسنا المركز ليكون صلة وصل بين أميركا ولبنان. “نحن الجامعة الوحيدة التي تملك مركزاً هناك من 30 ألف قدم مربع وثلاث طوابق. ويتوقف أيضاً عند فروع المتخرجين، فأهميتها كبيرة بالنسبة إليه، لأن أي جامعة لا تستقيم من دون متخرجيها، لافتاً الى وجود 43 فرعاً للمتخرجين في الجامعة في كل أنحاء العالم، وآخرهم أطلق في غانا. وهذه الفروع تدعم الجامعة وترفع اسمها عالمياً.
أما مكتب التواصل المدني، الذي يعطيه أهمية خاصة، فيشير الى أنه انطلق منذ 10 سنوات من رؤية العلاقة بين الجامعة والمجتمع. فمؤسسات التعليم العالي ليست في البرج العاجي. “قررنا ان ننشئ مكتب التواصل، فبدأنا بنموذج الأمم المتحدة كي نعلم التلامذة كيف يتقبلون الآخر والتربية على الديموقراطية والتفاهم وعدم التمييز. ولدينا اليوم حوالى 3 آلاف تلميذ يأتون الى الجامعة ليتدربوا على نموذج الأمم المتحدة. كما تعاونا مع مؤسسة الحريري على نموذج الجامعة العربية في صيدا. وأدى ذلك الى تواصل عند المؤسسات الدولية معنا، فكانت مشاركتنا في نيويورك وتنظيم المؤتمرات، حيث يقوم طلابنا بتعليم تلامذة من جميع أنحاء العالم على أسس الأمم المتحدة واحترام الآخر. ولم يحصل ان ألقى رئيس جامعة كلمة في الأمم المتحدة كما حصل معنا، وبتنا معروفين عالمياً”.
من هذه الإنجازات يتحدث جبرا عن استراتيجية جديدة للجامعة، فالخطة الخمسية الثالثة أو الاستراتيجية ترتكر على سؤال كيف نعلم طلابنا وهل تطورنا في هذا الميدان؟ ليكشف أن هذه الجامعة كبرت ولبنان صار ضيقاً عليها، فهل يجب أن نتوسع ونؤسس فروعاً في الخارج أم نبقى في لبنان؟ “هذه الأسئلة الركائز سيناقشها أعضاء مجلس الأمناء الذين سيأتون الى لبنان في آذار المقبل لإقرار الخطة.
وفي وقت تحدث عن لجنة يترأسها لمناقشة موضوع التصنيفات العالمية، للتقدم في هذا المضمار، أكد أن هناك مميزات للجامعة ولا نخاف أن نقرر ونعمل سريعاً. لكن الإستراتيجية تبقى في التوسع في لبنان والخارج، خصوصاً أن عدد طلاب الجامعة زادوا هذه السنة بواقع 2%. وسيتم البدء بلبنان عبر التوسع العمراني، فإضافة الى حرمي الجامعة في بيروت والمستشفى، انتهينا في جبيل من بناء جديد لكلية الهندسة، كما نبني مكتبة مهمة. وفي بيروت سنشيد بناء ضخماً جديدا للعلوم الانسانية، لتصبح التخصصات المميزة متاحة للجميع.
النهار