عقدت ندوة حول توقيع كتاب “لئلا تضيع الحقيقة” للأستاذ جورج غندور في القاعة الكبرى في دير سيدة البلمند البطريركي، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، شارك فيه المتروبوليت سابا اسبر، المتقدم في الكهنة عميد معهد اللاهوت الأب بورفيريوس جرجي، نائب رئيس جامعة البلمند الأستاذ جورج نحاس، في حضور رئيس الدير الارشمندريت رومانوس الحناة ومهتمين.
عرفت الحفل السيدة نانسي النجار، وكانت كلمة للمطران أسبر تحدث فيها عن الدور الانطاكي خلال المسيرة التحضيرية التي استمرت عقودا طويلة حتى اجتماع كريت سنة 2016 وميزت الآباء الذي مثلوا الكنيسة الأنطاكية خلال هذه الفترة. وأكد أن “أنطاكية كانت حاضرة في كل الإجتماعات التي تمت، وأنها جسر تواصل موجود منذ البدء”.
أضاف: “أن الهدف من المجمع الأنطاكي هو البعد الرعائي الذي هو حاجة ماسة عند الكنيسة الأنطاكية، وهو الهدف الأساسي من المجمع، لأنه يشدد على التحديات التي تواجه المؤمنين في عالمنا الحالي، وهو أهم بكثير من الأمور التنظيمية والنظرية، وان الكنيسة الأنطاكية متحررة من عبء التاريخ الضاغط على الارثوذكس”.
والقى جرجي كلمة ركزت على اجتماع كريت 2016 وقال: “لقد شاب التحضيرات المتسارعة لهذا الاجتماع أي الفترة الممتدة ما بين عامي 2014 و 2016 غير قليل من النقص والوهن على مستويات عدة، أدت إلى إجهاض عمل طال انتظاره والسعي إلى تحقيقه في العالم الأرثوذكسي المعاصر كما يشهد كتاب الأستاذ جورج غندور “لئلا تضيع الحقيقة” وان وثائق المجمع الرسمية اختزلت في ستة بسبب الاستعجال في التحضير”.
أضاف: “يبدو أن بعضنا لا يقرأ التاريخ أو يستمد منه العبر، فيعي أن هاجس السلطة العالمية في الكنيسة أو المركزية الكنسية المفرطة على المستوى العالمي يضرب خصوصية الكنيسة المحلية ويعطل الآلية السليمة للعمل المجمعي ولقاء الأخوة، بل قد يؤدي إلى الانشقاق الكبير في تاريخ الكنيسة وما زال قادرا على شرذمة جسد المسيح وتعطيل التواصل ما بين أعضائه”.
وختم: “ان الممارسة المجمعية في تعاليم الكنيسة وحياتها تقوم على العيش في تعدد المواهب في كل عصر وزمن وعلى استلهام تعاليم الآباء القديسين أنبياء العهد الجديد وخبراتهم من أجل خدمة الإنسان، الأمر الذي كنا نتوق إلى تجسيده في مجمع مقدس كبير يحقق ما تصبو إليه كنيسة المسيح المجيدة”.
بدوره، تحدث نحاس عن “أهمية الكتاب كمرجع ليس فقط بالنسبة الى الانطاكيين بل بالنسبة الى الكنيسة الارثوذكسية الجامعة”. وأكد أن “رفض هذا العدد من الكنائس الارثوذكسية المستقلة المشاركة في أعمال المجمع الكبير هو دليل على عدم نضوج مستلزمات عقده”. وقال: “أن الكنيسة الأنطاكية كان لها أثر على قرار باقي الكنائس بسبب الدبلوماسية الهادئة والمنفتحة التي اعتمدتها”.
غندور
وفي الختام كانت كلمة لغندور قال فيها: “أن المجمعية في الكنيسة الأرثوذكسية تمر بأزمة حقيقية، لأنها ليست نظاما ولكنها ممارسة يومية”، واكد ان “وحدة العالم الأرثوذكسي لا تبنى إلا بالحوار المنفتح والمستمر بين مختلف مكوناته ومن خلال الاعتراف بهواجس الآخر ومعالجتها بجدية ومحبة وليس تجاهلا”.
اضاف: “لقد أردنا أن تتجلى الوحدة الارثوذكسية في المجمع الأرثوذكسي الكبير، ولكننا اخفقنا لما اجتمعنا في كريت، ولكننا في الوقت ذاته نجحنا في الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية”.
وتمنى أن “تلعب أنطاكية دورا في المستقبل في مساعدة العالم الأرثوذكسي على استخلاص الدروس، وان تكون رائدة في إطلاق المبادرات من أجل تحريك الجمود في العالم الأرثوذكسي”.
وختم شاكرا البطريرك يوحنا العاشر على محبته وثقته ورعايته لهذه الندوة. وفي الختام اقيم كوكتيل بالمناسبة.
وطنية