أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أننا كمسيحيين علينا العمل على ثلاثة مستويات: الروحي أي الصلاة من اجل توبة هؤلاء، والإجتماعي أي أن نكون الى جانب العائلات المنكوبة، والسياسي لجهة مطالبة الأسرة الدولية بحماية المسيحيين في أرضهم».
دعا الراعي خلال زيارته ثانوية جورج افرام النموذجية الرسمية- كسروان، أمس، «الشباب المسيحي الى الإنخراط في الدولة وفي الإدارات العامة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية»، مؤكداً «أهمية الدخول والعمل في هذه المؤسسات لكي يكون عندهم قرارات داخلها».
ولفت إلى «دور الكنيسة ومؤسساتها في مجال تأمين فرص عمل وتقديم الخدمات لأبنائها، عارضاً لدراسة نفذتها الكنيسة المارونية لتظهر بالأرقام حجم التقديمات والمساعدات التي يستفيد منها المؤمنون»، مشدداً على «أن التوسّع في هذه المؤسسات ما هو الّا علامة خير لأنّ المزيد من التوسع والبنيان يؤمن فرص عمل جديدة للمؤمنين».
وعن إرهاب المؤمنين بالشيطان والجحيم والمطهر، أشار الراعي إلى أنّ «هذا الأمر مزعج جداً لأنه لا يجب التركيز عليه، فالدين المسيحي غير قائم على مثل هذه الأمور. نعم هناك هلاك وهناك خلاص ولكن الله رحوم. وجع الروح يكون أقسى أحياناً من الوجع المادي والسعادة التي تحدث عنها الله لا تخطر على بال إنسان. وسر الله اعظم من ان يستوعبه اي عقل بشري. لا يجب التركيز على الخوف بل على محبة الله فجمال الله هو المحبة».
ولاحظ الراعي أنّ «ثانوية جورج افرام النموذجية الرسمية ليست مجرد اسم، إنما هي كما رأينا نموذجية سواء بمديرها.
أو إدارتها او أساتذتها أو معلماتها أو طلابها أو أهلها. كما انها نموذجية بموقعها، فسيدة لبنان تشرف عليها، وهذا الحرش الاخضر الجميل الذي يظللها على امتداد مليون م2 قدّمه الصرح البطريركي في بكركي لكي يبقى جبل حريصا مخضراً ونضراً».
وأضاف: «نزوركم اليوم باسم سيدنا البطريرك مارنصرالله بطرس صفير وأخواننا المطارنة وجمهور الصرح لنعبّر لكم عن تقديرنا العميق. لطالما عملنا مع المرحوم جورج افرام والرئيس شارل الحلو ومجموعة من الأشخاص تحت اسم أصدقاء المدرسة الرسمية في كسروان. لقد كنّا نعقد اجتماعات بشكل مستمر وكان المرحوم جورج يحمل همّ هذه المدرسة الرسمية. لقد كان يسعى بكل السبل لتكون المدرسة الرسمية نموذجية، فيدفع الأموال لتأمين نموذجية المدارس من لوازم او غيرها».
ورأى الراعي أنّ «لبنان اليوم في ضيق، ولقد تمّ التعبير عن وضعه في الكلمتين اللتين ألقاهما المدير والطالب. ولكن علينا أن نكون نموذجيّين في مختلف مجالات حياتنا. لا يمكننا ان نعيش في وطن خرج من حرب طويلة إلّا اذا تمّ بناؤه على زنود اشخاص غير عاديين. لا يمكن بناء لبنان إلّا على يد اشخاص نموذجيّين. دعائي لهذه المدرسة ان تخرّج طلاباً نموذجيين. ستكونون آباء وأمهات وستربّون عائلات، او قد تكونون مسؤولين في المجتمع المدني او تنخرطون في العمل السياسي، لذلك لا بد من عيش الحياة بجمالها وقوتها وبكل إمكاناتها».
وفي إطار آخر، استقبل الراعي وزير الإقتصاد رائد خوري الذي أوضح: «كانت زيارة مهمة جداً تناولنا خلالها المواضيع الإقتصادية في لبنان، ووضعته في أجواء الخطة الإقتصادية التي أعدّيناها ونسعى الى تحقيقها»، مشيراً الى «أننا تطرّقنا الى الإنتخابات وأكّد غبطته اهمية ان يكون هناك قانون انتخاب جديد وإجراء الإنتخابات في موعدها. بدورنا، أبلغنا غبطته اننا لن نقبل بالتمديد ولن يحصل التمديد كما أننا لن نقبل بالفراغ ولن يحصل الفراغ، ونحن نتمنى ألّا تتم الإنتخابات وفق قانون الستين لأنّ هذا القانون هو قانون معيب وهو في الحقيقة يمثّل كأساً مرة ونأمل كلبنانيين الّا نضطر الى شربها».
كذلك التقى الراعي رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن كليمان سعد في زيارة هي الأولى له الى الصرح البطريركي بعد تسلّمه مهامه الجديدة في مديرية المخابرات في الجيش.
«لبنان في ضيق ولكن علينا ان نكون نموذجيين».
الجمهورية