في إطار جولته على المسؤولين، زار الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس، حيث استقبله الكاثوليكوس آرام الاول كيشيشيان، ورؤساء الكنائس الأرمنية، وأعضاء اللجنة التنفيذية للكاثوليكوسية، والنواب سيبوه كلبكيان، شانت جنجنيان، وسيرج طورسركيسيان، وزيرا السياحة أفيديس كيدانيان والدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، وممثلو الأحزاب الأرمنية وشخصيات اجتماعية.
وقال آرام الأول: «كلنا نعلم أنّ التعاون موجود بين بلدينا وكنيستينا على مر التاريخ. وتاريخنا مطبوع باللقاءات والتعاون، والتنسيق قائم بيننا ولا سيما على المستوى السياسي من القرن الحادي عشر الى القرن الرابع عشر، وقد استمر تعاوننا على مرّ السنين ولم تكن دوافعه المصالح الاقتصادية والسياسية وحسب، بل جَمعتنا في القرن الماضي خصوصاً، القيم والتقاليد المشتركة وحقوق الإنسان والعدالة وكرامة الإنسان، وكانت في أساس هذه العلاقة بيننا. وأنا أرحّب بنمو هذه العلاقة بين جمهوريتي قبرص وأرمينيا، والتعاون بين بلدينا وكنيستَينا».
وأوضح: «في العقود الأخيرة ركّز تعاوننا على مسألة حقوق الإنسان، ونحن لدينا قضية مشتركة لها هدف واحد: العدالة وإعادة الحقوق الى أصحابها، وقضيتنا لها عنوان واحد: تركيا التي أبادت مليون ونصف مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى، والمجتمع الدولي يعلم أنّ الإبادة الأرمنية كانت أول إبادة ترتكب ضد الإنسانية، وتركيا ذاتها غَزت واجتاحت جزيرة قبرص عام 1972 على ما أذكر وكنت حينها طالباً في جامعة «أوكسفورد» ووصفت صور الجرائد غزو تركيا». وأضاف: «تركيا لم تَغزُ قبرص فحسب، بل قتلت الناس وهدمت الأديار والكنائس بما فيها الأرمنية، وكنائسنا ومدارسنا وممتلكاتنا وكل هذه الجرائم وأعمال العنف حصلت ضد القانون الدولي وأمام المجتمع الدولي. لهذا فإنّ التعاون سيستمر بين بلدينا وكنيستينا، معاً سنستمر في طلب العدالة من دون توفير أي جهد».
وشكر آرام الأول للرئيس للقبرصي «الدعم المستمر الذي تقدمونه وحكومتكم لجالية قبرص الأرمنية، خصوصاً لنشاطاتنا الكنسية والمدرسية هناك، ولهذا لدينا الكثير من القواسم المشتركة. نحن نحتاج الى شَد أواصر التعاون بيننا، وها نحن الآن نجدد اتفاقنا حول قضايانا وأهدافنا المشتركة، ولهذا فإنّ زيارتكم هذا الصرح ستجدد بالتأكيد اتفاقنا الصلب للعمل معاً والتعاون معاً في الأمور والمشكلات والقيَم التي تجمعنا».
بدوره، عبّر انستاسيادس عن «فخره واعتزازه والوفد المرافق بلقاء الكاثوليكوس آرام الأول وسائر ممثلي الكنائس الأرمنية والوزراء والنواب وممثلي الأحزاب الأرمنية»، معتبراً «أنّ وجودي والوفد المرافق في الكاثوليكوسية يعبّر عن عمق الاحترام الذي يكنّه القبارصة للأرمن في أرمينيا ولبنان وسائر بلدان الانتشار».
وقال: «بخطوة تضامن ودعم، زرت يريفان عام 2015 في مناسبة ذكرى مئوية الإبادة الأرمنية، حيث أحيينا ذكرى المليون ونصف المليون الذين سقطوا جرّاءها، وكانت لي فرصة لقاء الرئيس سرفت سركيسيان الذي أتشاطر معه علاقة ممتازة، وخلال زيارته قبرص العام الماضي كانت لنا فرصة مناقشة كيفية تثمير تعاوننا ومضاعفته».
ولفت إلى أنّ «حضور الجالية الأرمنية في قبرص شَكّل عبر التاريخ عنصراً مهماً لازدهارها الاجتماعي والاقتصادي وَسط مجتمعنا المتعدد الهوية والثقافة، وليس من قبيل الصدفة، أنه بالارتكاز الى الصداقة القائمة بيننا والثقة المتبادلة بيننا انّ الأرمن اختاروا أن يشكلوا جزءاً من مجتمعنا». وأضاف: «منذ تكريسكم يا قداسة الكاثوليكوس على رأس الكاثوليكوسية لم تألوا جهداً من أجل نشر الإيمان المسيحي، وبتّم أحد كبار دعاة الحوار»، مشيداً «بتفاني آرام الأول والتزامه الدعوة الى الحوار لا سيما حيال الألم الجاري في سوريا حيث الحرب والدمار والذي لم يفرّق بين طوائف، بل طاولَ الجميع حتى المسيحيين»، واصفاً الوضع في سوريا بـ»المأساة الإنسانية التي تستدعي من المجتمع الدولي العمل بجدية قبل فوات الأوان».
وشدّد على «أننا نتشارك المصاعب والآلام والمطالبة بإعادة الحقوق المنتزعة من أصحابها»، منوّهاً بحضور المواطنين الأرمن الذين أجبروا على ترك منازلهم وممتلكاتهم والمدارس والكنائس في الجزء المحتلّ من الجزيرة، وقد شكلوا جسراً ثقافياً بين قبرص وأرمينيا».
آرام الأول: جمعتنا القيم والتقاليد المشتركة وحقوق الإنسان والعدالة.
الجمهورية