يحتل الرقم واحد بين جميع وسائل الإتصال الجماهرية، وهو مسلٍ من خلال برامجه التي تنقسم إلى قسمين: برامج ممثّلة أو درامية (المسلسلات، الأفلام…)، وبرامج غير ممثّلة (الرياضة، الأخبار…).
يجمع التلفزيون الكثير من النقاط الإيجابية، كما يجمع نقاطاً سلبية. لديه سحره الخاص عندما تجتمع العائلة كلها حوله لمشاهدة برنامج مناسب لجميع أفرادها أو برامج علمية أو تربوية أو صحية. ولكن يمكن أن يصبح آداة مؤذية عندما ينشر صوراً وأفلاماً وأخباراً عن موضوعات العنف والجرائم والحروب…
في عالم الراشدين
يتميّز التلفزيون بإيصاله المعلومات بسرعة، كما يساعد في مجال التنشئة الاجتماعية من خلال برامجه الموجّهة للراشد والمراهق والطفل، لكن غالباً ما تفتقر البرامج التلفزيونية من هذا النوع للتوعية الإجتماعية.
ويمكن تفسير أهمية التلفزيون من خلال النقاط التالية:
• التوعية الإجتماعية من خلال الدعايات والبرامج التوعوية لجميع الفئات العمرية. ويجب أن تكون تلك البرامج مُمَنْهَجَة حسب كل عمر، فلا يمكن تفسير «الحروب» بالطريقة نفسها للأولاد كما للراشدين.
• يعرض التلفزيون كميات هائلة من المعلومات التي يستفيد منها المشاهد مهما كان عمره. ودور الراشد هو معرفة إختيار البرنامج الملائم له أو لطفله.
• على الصعيد النفسي، مشاهدة التلفزيون مع العائلة، تقرّب بين أفرادها، من خلال مشاهدة فيلم كوميدي أو مسرحية مضحكة مثلاً. ولكن لا يجب على الراشدين أن يستعملوا التلفزيون كوسيلة لعدم التفاعل الإجتماعي فيمضون وقتهم بالمشاهدة دون التحدث مع بعضهم البعض. ويمكن للأهل أو للراشدين، بعد مشاهدة مسلسل أو برنامج معيّن، أن يتحاوروا عن مضمونه.
نقاط سلبية
لكل إختراع، حسناته وسيّئاته. ففي عصرنا المتميّز بالمعلوماتية المتقدّمة والإتصالات السريعة والتكنولوجيا التي تكسح كل الميادين العلمية، وسرعة إنتقال وتوفير المعلومات،…. لا يمكن نكران أهمية التلفزيون في عالم الراشد، كما لا يمكن التغاضي عن نقاطه السلبية.
أولاً، وجود الراشد أمام التلفزيون وما يعرضه من صور ومشاهد جذّابة ومشوّقة بألوانها… يداهم عقله البشري الذي أصبح مبرمجاً من خلال تلك المعلومات التي يتلقاها وهو جالس في مقعده ومسترخياً.
ولكن، هذا الراشد لا يعرف مدى التأثير النفسي لكل ما يشاهده، حيث تقدر تلك التأثيرات التلفزيونية أن تدخل إلى عمقه الذهني وتغيّر أفكاره ومعتقداته. فالتلفزيون من خلال تكرار بعض أفكاره الترويجية، يمكن أن يصبح أداةً لتغيير مسار التفكير الإنساني، كممارسته غسيل الدماغ.
ثانياً، أصبح مصير الإنسان الذهني مرهوناً بما يشاهده من برامج مليئة بالعدوانية. فلا أحد ينكر دور الإعلام في إنتشار الأخبار العالمية المشبّعة بمآسي الحروب وبغضب الإنسان من أخيه الإنسان.
ولا ينشر التلفزيون وحده تلك الأخبار ولكن وسائل الإعلام تؤدّي دوراً أساساً في هذا الترويج الذي يؤثر في نفسية الانسان مباشرةً فتصبح تصرفاته مطابقة لما يشاهده من إعلانات ومشاهد تأخذ مكانةً في ذهنه.
ثالثاً، من النقاط السلبية للتلفزيون، هو إدمان جميع أفراد العائلة على مشاهدة جميع البرامج. هذا الإدمان، تفاقم بفضل الكيبل التلفزيوني وزيادة القنوات التلفزيونية، التي أصبحت تبثّ كل أنواع البرامج حيث إنّ كل قناة متخصصة بفئة معيّنة.
فهناك القنوات الرياضية، وقنوات المسلسلات على أنواعها، وقنوات الأفلام الأجنيبة… كما نجد قنوات متخصّصة بنقل الأخبار العالمية بشكل مباشر. هذا الراشد الذي يشاهد التلفزيون من مقعده يمكن أن يعرف ما يدور من حوله… بكبسة زر.
ربما نجد في هذه النقطة، إيجابية كبيرة، حيث يكتشف المشاهد العالم كله من خلال هذا الصندوق الإلكتروني. ولكنّ الإدمان على المشاهدة غير صحّي، خصوصاً إذا ترافق مع تناول الطعام، ما يجعل الراشد غير واعٍ للكميات الهائلة التي يأكلها.
الشروط النفسيّة لمشاهدة صحّية
نعم، هناك شروط يمكن أن يتبعها الراشد خلال مشاهدة برامج التلفزيون ليخفّف من تأثّره نفسياً وقلقه، ومنها:
• تجنّب جميع البرامج التي يمكن أن تنشر قصصاً أو أخباراً تقلقك. مثلاً، إذا كان الشخص الراشد لا يشعر بالراحة خلال مشاهدته لفيلم أجنبي فيه عدوانية (ضرب واعتداء) من المستحسن أن يتجنّب هذا النوع من الأفلام.
• خفض صوت التلفزيون بعد الرجوع إلى البيت.
• تحديد المدة الزمنية لمشاهدة التلفزيون، كما الإبتعاد عن تناول الطعام خلال المشاهدة.
• إختيار بعض البرامج التي تطوّر الإنسان ومعلوماته ومنها البرامج الثقافية. ثمّة برامج كوميدية مهمة أيضاً، فهي تضحك المشاهد وتُسعده.
• تخصيص وقت للقراءة. يجب أن يختار الراشد كتباً يحبّ أن يقرأها، فيستفيد من القراءة كما يخفف تواجده أمام التلفزيون.
• تقسيم الوقت ما بين مشاهدة التلفزيون، السهر مع الأصحاب، والإلتحاق بالنوادي الرياضية…