عبّر الكرسي الرسولي مرة جديدة عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع الراهنة على الساحة الفنزويلية ومع تدهور الأزمة في هذا البلد الأمريكي اللاتيني وسط استمرار سقوط القتلى والجرحى وتواصل حملات الاعتقال بحق المتظاهرين. هذا ما جاء في بيان رسمي صدر عن أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان موضحاً أن البابا فرنسيس يتابع، بشكل مباشر ومن خلال أمانة السر، تطور الأوضاع في فنزويلا وانعكاسات الأزمة على الصعيد الإنساني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى الروحي. ولفت البيان إلى أن البابا يرفع الصلوات باستمرار على نية هذا البلد وجميع الفنزويليين، ويدعو في الوقت نفسه المؤمنين في مختلف أنحاء العالم للصلاة بزخم على هذه النية.
وطلب الكرسي الرسولي في البيان من كل اللاعبين السياسيين، لاسيما من الحكومة الفنزويلية، أن يعملوا على ضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والدستور المرعي الإجراء. ودعا أيضا إلى تفادي أو تعليق المبادرات الراهنة، شأن الجمعية التأسيسية الجديدة، التي ـ وعوضاً عن تعزيز المصالحة والسلام ـ تغذي أجواء التوتر والصدام وتجعل من المستقبل رهينة. وشدد البيان أيضاً على أهمية خلق الظروف الملائمة للتوصل إلى حل تفاوضي، تماشياً مع التوجيهات التي عبّرت عنها رسالة أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان التي صدرت في الأول من كانون الأول ديسمبر من العام الماضي، مع الأخذ في عين الاعتبار المعاناة الخطيرة للسكان وصعوبة الحصول على المواد الغذائية والأدوية فضلاً عن مشكلة انعدام الأمن. في ختام البيان وجّه الكرسي الرسولي نداء إلى المجتمع الفنزويلي بأسره كي يتم نبذ كل شكل من أشكال العنف، وحثّ بنوع خاص الأجهزة الأمنية على تفادي اللجوء المفرط إلى القوة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين سبق أن تحدث عن موقف الكرسي الرسولي من التطورات الراهنة في فنزويلا وعبّر عن أمله بأن يتمكن الكرسي الرسولي من الاضطلاع بدور الوسيط، من أجل حل الأزمة الراهنة مؤكداً أن الحل الوحيد يتمثل في تمكين الشعب من التعبير عن تطلعاته، كي يستعيد سيادته ويستطيع أن يحدد حاضره ومستقبله.
اذاعة الفاتيكان