مع محبتنا وتقديرنا لكافة الطوائف اللبنانية ومع كل الابتعاد عن الاصطفاف الطائفي، برأينا إن لبنان لا يمكن ان يتشابه لا مع الوجه الإيراني ولا مع الوجه السعودي. فمنذ الازل اراد الله لبنان ليكون على صورة يسوع المصلوب ورسالته المتجسدة بمسيحييه. لبنان رسالة العيش المشترك ومنارة العالم والبعيد كل البعد عن التقوقع هو من مسؤولية مسيحيه أولاً. فقد طلب المسيح منهم أن يكونوا ملح الأرض ونور العالم وشهود للمشروع الإلهي الخلاصي مؤكداً لهم ان قوتهم ليست من هذا العالم. لم يوجدهم الله في هذه البقعة من الأرض لكي يفضلوا حياة طبيعية سهلة وترفيهية، غارقين في ملذات هذا العالم، وينامون على ثقافة كالتي لبرامجي عادل كرم أو هشام حداد. ولا لكي يساوموا على دورهم مفضلين التفرّج على الأحداث، خائفين من الانقراض، فاقدين لكل ايمان و حس بالمسؤولية.
دورهم الطبيعي ان يحملوا كمعلمهم صليب القيامة وأن يعيشوا قناعاتهم و يعملوا برسالتهم حتى لو كانت تكلفتها العودة الى العيش بمغاور قنوبين حيث مكانهم الطبيعي. بعد الصلب تأتي القيامة ولا قيامة للبنان الرسالة و العيش المشترك الا بقيامة مسيحيّيه ودورهم في خلاص العالم وخصوصاً خلاص لبنان.
كل من يعمل على تغيير وجه لبنان كمن يحاول العمل ضد مشيئة الله التي كما هي في السماء كذلك هي على الرض.
الدكتور ملحم حنا الزين طوق (مونتريال)