شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | دكاش في عيد شفيع جامعة القديس يوسف: نعتزم تطوير فكرة جامعة تكون ملتقى طرق وواجهة ثقافية ولقاء بين الأديان ومساحة للنقاش والمصالحة
دكاش في عيد شفيع جامعة القديس يوسف: نعتزم تطوير فكرة جامعة تكون ملتقى طرق وواجهة ثقافية ولقاء بين الأديان ومساحة للنقاش والمصالحة
مار يوسف

دكاش في عيد شفيع جامعة القديس يوسف: نعتزم تطوير فكرة جامعة تكون ملتقى طرق وواجهة ثقافية ولقاء بين الأديان ومساحة للنقاش والمصالحة

احتفلت جامعة القديس يوسف بعيد شفيعها في كلية العلوم والتكنولوجيا، سبقه قداس الهي على نية العاملين في الجامعة من اساتذة واكاديميين وطلاب في الكنيسة.

حضر الاحتفال وزير العمل سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب باسم الشاب ممثلا رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس ميشال سليمان، وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، المطران بولس صياح ممثلا البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، رئيس المجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وفد من الكوليج دو فرانس وحشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والتربوية.

دكاش
والقى رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش كلمة، قال فيها: “انه واجب نابع من القلب والروح أن أرحب بكم جميعا في هذا العيد ال 143 الذي تحتفل به جامعة القديس يوسف في بيروت، عيد شفيع جامعتنا الذي يقام في لبنان المتخبط في حمى الإنتخابات الحريص على الوفاء بواجبه الديموقراطي على الرغم من الصعوبات المختلفة التي تواجهه. لا يسعني إلا أن أتمنى النجاح التام لحكامنا وفخامة رئيس الجمهورية، ورئيس حكومته ورئيس مجلس النواب في مهام كل منهم وفي ضرورة أن نسير ببلدنا ومواطنيه نحو الرفاه ونحو توفير المزيد من الإنارة الكهربائية وأوقات أقل ظلمة، وخدمات عامة أكثر إنتاجية وحركة مرور أكثر سلاسة وأكثر أمنا على طرقاتنا. هذا لا يمنع الجامعة من الإستمرار في سعيها من أجل تعزيز ثقافة أكاديمية في خدمة الوطن”.

اضاف: “في هذا السياق، يسر جامعة القديس يوسف في بيروت، بالشراكة مع المعهد الفرنسي في بيروت، أن تستقبل بيننا هذا المساء وفدا من اثنتي عشر عضوا من معهد ال”كوليج دو فرانس” Collège de France، وهو اليوم شريكنا المميز لأكثر من 12 عاما”، مشيرا الى ان “أكثر من 20 بعثة من الاساتذة من ال”كوليج دو فرانس” قدموا إلى الجامعة من أجل تعزيز تأثير الفرنكوفونية”.

وتابع: “نرحب بوفد المعهد، وندعوكم إلى سلسلة من المؤتمرات والموائد المستديرة والندوات التي ستعقد غدا وبعد غد في حرم أو آخر من أحرام الجامعة أو في المساحة الثقافية الفرنسية، لأن السفارة الفرنسية في لبنان هي، في هذه الحالة كما هو الحال في العديد من المجالات، شريكتنا المميزة”.

وقدم البروفسور دكاش رؤية الجامعة للمستقبل للعام 2025، وأعلن ان إدارة الجامعة ستشهد في وقت قريب إنشاء مجلس أعلى يتناول الفكرة الأميركية لوجود مجلس أمناء من أجل إقامة توازن أفضل للقوى داخل الجامعة، ولكن أيضا لدعم تطورها وتعلقها بقيم الفرنكوفونية والتقليد التعليمي للرهبنة اليسوعية”.

وقال: “تحافظ الجامعة على الأسس نفسها لرسالتها، وتفضل من أجل المستقبل فكرة الجامعة التي تهدف إلى تميز التنشئة من خلال اكتساب الكفاءات والمهارات والاهتمام بإعطاء جواز مرور صالح لإمكانية توظيف خريجينا، وأهمية الأبحاث الأساسية والتطبيقية، في لبنان والشرق الأوسط، وتقديم الخدمة إلى المجتمع، لا سيما المجتمع الذي يرزح تحت وطأة المعاناة والقلق بشأن مستقبل أبنائه، مع العلم أن الخدمة الأخرى التي يجب تأمينها هي التربية على المواطنة. وهي تسعى إلى تشجيع الطلاب على اكتساب كفايات ومهارات قائمة على الإنسانية الموجهة التي تعترف بالتعددية الدينية والثقافية والإجتماعية، وهي إحدى أركان الفرنكوفونية، ولكنها تسعى إلى تطوير إدارة ديموقراطية لهذه التعددية من منظور التقارب والإنسجام”.

واوضح “نحن نعلم أن تفكك الدولة يسلط الضوء على الهويات السياسية والإنتماءات الدينية والمذهبية بطريقة تجعل المواطن يصبح مواطنا وفقا لانتماءاته بدلا من أن يصبح مواطنا امن أجل الدولة. ونعتزم تطوير فكرة جامعة تكون ملتقى طرق وتقدم نفسها على أنها واجهة ثقافية ولقاء بين الأديان، وواجهة وطنية وإقليمية ودولية تهدف بأن تكون مساحة للنقاش والمصالحة بين اللبنانيين وغير اللبنانيين”.

وتابع: “نحن لا نبني المستقبل إذا لم تتمتع أسرتنا الجامعية بالروح نفسها. إن هذا السعي لإحياء الروح الجامعية لا يتم بدون العمل من أجل التوفيق بين هذه الروح والمؤسسة، وسنقدم برامج تنشئة مستدامة تعزز لدى المعلمين والموظفين الإداريين والطلاب التعلق بالقيم التي تدعو إليها الجامعة وكذلك التعلق بالمؤسسة”.

واكد “ان ثقافة الجودة وضمان هذه الجودة تتعزز بواسطة الممارسات الجيدة في التعليم الجامعي والعمل الإداري، ويجب أن تؤدي في شهر تشرين الثاني المقبل إلى الإعتماد الأوروبي لاثني عشر مستوى ومعيار تلتزم بها رسالة المؤسسة وأنشطتها. وسترتبط هذه المراجعة بتحديد أفضل للبرامج الجديدة التي تلبي الإحتياجات الحقيقية والأخذ بالاعتبار بشكل أفضل سوق العمل الذي يخضع للمتغيرات المستمرة بحيث أن 40 إلى 50 في المائة من الوظائف اليوم، وفقا للخبراء، سوف تختفي في غضون عشرين عاما”.

وقال: “كانت التكنولوجيا الرقمية ولا تزال ورشة عمل كبيرة من البناء وإعادة البناء في جامعتنا، في موضوعيها البارزين، كأداة في خدمة التعليم والبحث وكمنبر لخدمة الإدارة. وسأقترح على مجالسنا إنشاء كلية أو معهد للفنون الجميلة الذي سيضم تخصصات جديدة أو قائمة في المعاهد الأخرى مثل هندسة الديكور، والسمعي البصري، والموسيقى، والتصميم الجرافيكي، وتصميم الأزياء. وفي المستقبل سوف يثير تعزيز التكنولوجيا الرقمية ومشتقاتها، مثل ريادة الأعمال، إهتمامنا للتأثير على إنتاج هذه المعرفة على المستوى الإقليمي”.

اضاف: “ما زلنا نطور مركز الدراسات الجامعية في الحقوق والترجمة في دبي. هناك ثلاث كليات من كلياتنا، الهندسة، وإدارة الأعمال والعمل الإداري والطب، الملتزمة بالحصول على اعتماد يحمل صبغة أميركية، ستواجه الجامعة، كمؤسسة، هذا التحدي المتمثل في نيل الإعتماد من أجل ترسيخ مكانتها الدولية إنطلاقا من بيروت”.

واعتبر ان “التنشئة الشاملة هي التنشئة على التنمية المستدامة ومفاهيم العدالة والمسؤولية الإجتماعية التي يتحملها الطالب وكل عضو في الأسرة الجامعية”. وقال: “نحن لا نشكل أناسا آليين (روبوتات) مبرمجة تقنيا في خدمة السوق، بل رجالا ونساء يعيشون ويعملون “مع الآخرين ومن أجل الآخرين”. ولفت الى “ان الإعتماد لن يكون أكاديميا فحسب، بل سيكون أيضا إعتمادا يطال المسؤولية الإجتماعية بدعوة من الإتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية الذي اختار مؤخرا جامعة القديس يوسف من بين عشر جامعات كاثوليكية في العالم لتحقيق نموذج للاعتماد على المستوى الدولي”.

وأعلن ان “جامعتنا جددت خيارها القديم من أجل بلورة أبحاث عالية الجودة، كجزء لا يتجزأ من تنشئتنا، وتلبية الإحتياجات الوطنية والإقليمية بشكل خاص. فهناك معاهد عليا للدكتوراه الجديدة تغطي اليوم جميع التخصصات”. وقال: “نريد أن تمنح جامعتنا مساحة أكبر للحياة الطلابية واحتياجات الطلاب من تعزيز الحياة المجتمعية لرابطات قدامى الطلاب، لذلك سيتم التحضير لتنشئة مستمرة لمسؤولي رابطات القدامى والنوادي على إدارة فرقهم كما ان التعديلات الأخيرة على قانون الإنتخابات التي ستطبق في بداية العام الدراسي الجديد تسعى إلى جعل هذا التمرين تصرفا فيه بلوغ ينهي حالة العنف غير المبرر والكراهية الحزبية. التنشئة على تنظيم المشاريع للجميع، مما يدعو إلى تفضيل المشاركة وتحمل المسؤولية. من هنا اهتمامنا بدعم مؤسستنا الحاضنة “بيريتيك”Berytech الغنية اليوم بسنوات من الخبرة وتعزيز علاقاتنا مع الشركات”.

وتحدث عن المشاريع التي نفذت في الجامعة والتي ستنفذ، وفي مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” Hôtel-Dieu de France، مركزنا الإستشفائي الجامعي، الذي التزم بمشروعه الخاص للسنة 2020 من أجل التجديد والترميم وإنشاء وحدات خدماتية عالية الأداء.

وعن تميز الشهادات وفرص العمل، قال: “ان بلدنا لا يزال عرضة للتهديد من مخاطر داخلية وخارجية، فتصنيفه يزداد سوءا في ما يتعلق بالشفافية والفساد (وهو يحتل المرتبة 136 من بين 176 دولة) وكذلك على المستوى الإقتصادي والسياسي. ولهذا السبب فإن السؤال الذي نطرحه على أنفسنا قبل أن نطرحه على الآخرين هو سؤال بالغ الأهمية: لماذا نخرج سنويا حوالي 3000 طالب، إذا كنا نعلم أن حوالي 50 بالمائة منهم سيسلكون طريق الهجرة؟ هل من الطبيعي، كما يقول لنا البعض، وكلامهم لا يخلو من النقد والسخرية، أن جامعة مثل جامعة القديس يوسف تقوم بتنشئة طلاب للهجرة، وبعضهم أصبح من بناة الأمم المتعددة ومبدعين للمهن في الخارج بدلا من بناء بلدهم وشركاته؟ هل تعتبر هجرة العقول اللبنانية ورقة رابحة أم خسارة حقيقية للبلاد؟ هل الأزمة الإقتصادية الحالية مسؤولة عن رحيل خريجينا نحو فضاءات أخرى؟ هل يجب علينا تكييف شهاداتنا مع حدود الإقتصاد اللبناني أو الإستمرار في تنشئة النخبة المثقفة اللبنانية وبالتالي الموارد البشرية المزودةبالقيمة العالمية؟

واشار الى ان “الهجرة ليست واقعا جديدا على لبنان الذي شهد موجات من رحيل أبنائه، مسيحيين ومسلمين، نحو بلدان أخرى ليستقروا فيها، وفي بعض الأحيان لتغيير الجو، أو العيش في بلد يحترم مواطنيه، أو ببساطة من أجل كسب عيشهم”. وقال: “خلال أعوام الحرب الأهلية، غادر أكثر من مليون شخص لبنان إنها لخسارة قاسية لن يعوضها أي قانون إنتخابي يأخذ في الاعتبار تصويت المغتربين أو البحث عن مستثمرين لبنانيين سابقين في بلدهم. ويستمر هذا النزيف في التأثير سلبا على الإنتساب إلى جامعاتنا المرموقة وكذلك إلى المدارس القوية. هناك المزيد من المغادرين نحو الخارج طلبا للاستقرار، وعدد قليل من التلامذة في مدارسنا وعدد أقل من الطلاب في جامعاتنا، خصوصا وأن جامعات ممتازة نشأت في تلك البلدان التي استقبلت المهاجرين من بلادنا”.

وقال :”وفقا لوسائل الإعلام، ترتبط الهجرة الحالية بأزمة إقتصادية كبيرة تضرب جميع القطاعات وتؤثر عليها، من العقارات إلى المتاجر الكبرى، من الملابس إلى السياحة، من الصادرات الزراعية والصناعية، ناهيك عن أزمة النفايات التي لم تجد بعد مخرجا حقيقيا لها. لحسن الحظ، تلعب تدخلات مصرف لبنان دورا وقائيا لمنع الإنهيار الذي يتنبأ به البعض باستمرار، لكنه لا يزال يساعد الطلاب الجامعيين بمنحهم قروض بفائدة تفضيلية، على الرغم من وجود بعض القيود اليوم”.

ولفت الى “ان معدل البطالة في العام 2017 بلغ حوالى 25%، لكنه وصل إلى 34% لمن هم دون الخامسة والعشرين من عمرهم، علما أن معدل البطالة بين الخريجين اللبنانيين قد تجاوز اليوم 30%، وهو المتوسط بالنسبة إلى المنطقة العربية، في حين كان هذا المعدل من 10 إلى 12 في المائة في العام 2013”. وقال: “لا أريد أن أنسب هذه الأرقام المقلقة جدا بالنسبة إلى جامعاتنا إلى الوجود الفعال والكفوء لليد العاملة السورية. إن نسبة الطلاب المتقدمين بطلب منح دراسية أو قروض إزدادت بنسبة تتخطى 100 في المئة بين الأعوام 2013 و 2017. ولكن هل يعقل أن الجامعات اللبنانية تخرج سنويا من 000 23 إلى000 25 طالب في وقت لم تعد فيه البلاد قادرة على تقديم أكثر من 4000 فرصة عمل لهؤلاء الخريجين؟”.

وتطرق الى أوضاع الخلل في النظام الجامعي، مشيرا الى ظهور نظام جامعي أو نظام طفيلي يتوسع من منظور تجاري وطائفي، بغياب التشريعات التي تتطلب ضمان الجودة ولا سيما التصرف الأخلاقي لهذه المؤسسات”، مؤكدا ان “هذا الخلل يتطلب إعادة تأهيل الدولة اللبنانية، وهي مهمة تقع على عاتق أي قوة سياسية تؤمن بسيادة لبنان كوطن ودولة”.

وختم : “نحن نعلم أن تفكك الدولة يسلط الضوء على الهويات السياسية والإنتماءات الدينية والمذهبية بطريقة تجعل المواطن مواطنا في انتماءاته بدلا من أن يصبح مواطنا للدولة. لم يعد بوسع بلدنا أن يعيش شغف الهويات الذي أصبح شغفا مقدسا وأدى إلى فشل الثقافة السياسية أو ثقافة المواطنة القائمة على قيم التضامن والرغبة في العيش معا والتناوب في السلطة. يجب علينا الخروج من ثقافة الرعية إلى ثقافة المواطنة التي تفترض إحترام حقوق وواجبات الجميع. التعددية الجيدة هي التي تعتمد من أجل تعزيز الروابط الإجتماعية تحت رعاية الدولة. في الواقع، المساحة العامة لا تفقد الناس هويتهم. قوة هذه المساحة هي أنها قادرة على الترحيب بالجميع، كل واحد كما هو في مذهبه ولونه، وحتى لو كان بلا دين. لطالما أرادت جامعتنا أن تكون هذه المساحة التي يجب أن تتوسع لتشمل لبنان برمته. دعونا نعمل اليوم لاستعادة هذه المساحة من الحوار من أجل بناء دولتنا”.

وطنية

عن ucip_Admin