احتفل البابا فرنسيس بالقداس في كابلة القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان. وتخللت الاحتفال عظة للبابا حذّر فيها من فضول الأطفال والفتيان الذي يمكن أن يقودهم إلى شرور كثيرة في العالم الوهمي المتاح اليوم أمامنا. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن نساعد هؤلاء المراهقين والصغار على عدم الوقوع ضحية هذا الفضول. أكد البابا في عظته أننا مدعوون إلى التمييز بين الفضول الإيجابي والفضول السلبي، لافتا إلى أهمية أن يفتح المؤمن قلبه على الروح القدس مصدر كل ثقة. وتوقف فرنسيس في عظته عند الإنجيل اليومي، الفصل الرابع عشر من إنجيل القديس يوحنا البشير الذي يحدثنا عن حوار تم بين الرب يسوع والتلاميذ، وقال البابا أن هذا الحوار هو حوار الفضول والقناعات الراسخة. وأضاف فرنسيس أن حياة الإنسان مليئة بأنواع وأشكال متعددة من الفضول، وأشار في هذا السياق إلى الفضول الجيد أو الإيجابي، شأن الأسئلة الكثيرة التي يطرحها الصغار في مرحلة معينة من عمرهم، والتي تُسمى بمرحلة الـ”لماذا”، وأوضح أن هؤلاء الأطفال وفيما يكبرون يبحثون عن أجوبة على تساؤلاتهم الكثيرة، وهذا الفضول هو جيدٌ – قال البابا – لأنه ضروري من أجل النمو واكتساب الاستقلال الذاتي، خصوصا لأن الأطفال يرون بأعينهم ويتأملون، لا يفهمون ويطرحون الأسئلة.
بعدها انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن الثرثرة التي يقوم بها كثير من الرجال والنساء عندما يطرحون الأسئلة كي يتدخلوا في الشؤون الشخصية للآخرين، وهذا الفضول السيء يقودهم في نهاية المطاف إلى إلحاق الأذى والضرر بهؤلاء الأشخاص، وإلى تلطيخ سمعتهم عندما يحاولون أن يعرفوا أمورا لا يحق لهم أن يعرفوها. وأكد فرنسيس أن هذا النوع من الفضول السيء يرافق الإنسان مدى الحياة، وهي تجربةٌ مطروحة أمامنا على الدوام. ولم تخلُ عظة البابا في القداس الصباحي من الإشارة إلى نوع آخر من الفضول، ألا وهو الفضول في العالم الوهمي من خلال استخدام الهواتف الذكية، وقال إن الأطفال يدخلون هذا العالم يحركهم الفضول، وغالبا ما يجدون أموراً قبيحة جدا. ودعا البابا البالغين إلى مساعدة هؤلاء على العيش في عالمنا المعاصر، كي لا يتم الخلط بين الرغبة في المعرفة والرغبة في هذا النوع من الفضول، الذي يمكن أن يصبح الشخص أسيرَه.
بالعودة إلى قراءة الإنجيل، أكد فرنسيس أن فضول الرسل كان فضولاً جيداً، إذ سألوا الرب عما سيحصل في المستقبل، وقد أجابهم يسوع بكل صدق واعداً إياهم بإرسال الروح القدس الذي سيعلمهم كل شيء وسيذكّرهم بكل ما قاله الرب لهم. ولفت البابا بعدها إلى أن هذه القناعات الراسخة يعطينا إياها الروح القدس في الحياة، وهذا الأمر يتوقّف علينا، لأنه بقدر ما نطلب هذه العطية من الروح القدس بقدر ما نحصل عليها، وأضاف أن الروح القدس هو رفيق درب المسيحي. في الختام ذكّر البابا المؤمنين بأن الروح القدس يعيد إلى ذهننا كلمات الرب وينيرها ويرافق الذاكرة، كما لا بد أن نبحث عن الفرح الحقيقي مع الروح القدس الذي يساعدنا كي لا نخطئ.
إذاعة الفاتيكان