إستناداً إلى الخبراء، فإنّ الحاجة المنتظمة لساعات نوم إضافية قد ترجع إلى العوامل التالية:
الحمض النووي
تقترح الأبحاث أنّ الجينات قد تلعب دوراً في حاجة بعض الأشخاص لمزيد من النوم. وصحيح أنه لا يمكن فعل شيء على الصعيد الفردي إزاء الجينات، غير أنه يمكن تعديل عوامل أخرى تتحكّم بمجموع ساعات النوم، كالانتظام في وقت الخلود إلى الفراش والاستيقاظ صباحاً. كذلك يميل المراهقون عموماً إلى النوم أطول ويجدون صعوبة أكثر في الاستيقاظ، ويُعتقد أنّ ذلك مرتبط بإطالة الساعة البيولوجية الداخلية التي تسيطر عادةً على النوم.
إضطراب النوم
من المحتمل أنكم تشكون نوعاً معيّناً من اضطرابات النوم المتعددة، بعضها يؤدي إلى بداية متأخرة ليومكم كفرط النوم الذي يسبّب الارتباك والضياع. الشخص في مثل هذه الحال يعجز عن النهوض من الفراش، والنوم 10 ساعات لن يكون كافياً إطلاقاً. يمكنه الحصول على قيلولتين ولكنه يستمرّ في الشعور بالحاجة للنوم. اللافت أنه يمكن معاناة ذلك في أيّ عمر، والأطبّاء يعجزون عن فهم سببه تماماً. هناك أيضاً اضطراب عصبي نادر يُعرف بمتلازمة الجمال النائم يمكنه بدوره أن يحفّز الحاجة الشديدة للنوم. قد يمضي هؤلاء الأشخاص 15 إلى 20 ساعة في السرير لأيام أو أسابيع في وقت واحد، وينهضون فقط للأكل أو دخول الحمّام.
الصحّة العقلية
يُعتبر النوم الطويل من بين الوسائل التي يمكن للاكتئاب أن يظهر فيها. يستطيع الشخص النوم أكثر والشعور بالنعاس خلال اليوم، ويستريح من 10 إلى 11 ساعة بانتظام. ولقد أظهرت الأبحاث احتمال وجود علاقة بين الكآبة واضطرابات النوم، مرتبطة في كثير من الأحيان بحالات الأرق وفرط النوم. إنّ بعض الأدوية المستخدم لعلاج المشكلات الصحيّة قد يؤدي أيضاً إلى ترنّح عام ونوم أطول، لذلك يُستحسن استشارة الطبيب عند الشكّ في أنّ الدواء هو المُذنب.
حالة طبية كامنة
إصابات الدماغ الرضيّة يمكن أن تسبّب أنماط نوم أطول. وجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين عانوا أخيراً إصابات الدماغ الرضية ناموا غالباً أكثر من المتطوعين الصحّيين. كذلك رُبط النوم المكثف بالانتعاش لضحايا الإصابات، مع أبحاث تبيّن أنّ أداء الدماغ يتحسّن مع النوم الكافي.
الإفتقار الشديد للنوم
إذا كنتم عرضة للمهمات أو الأحداث التي تستمرّ خلال الليل، فمن الشائع أن تناموا أطول عندما تتسنى لكم الفرصة. لحسن الحظّ، فإنّ ذلك يأتي كنتيجة لهذه العادة أكثر بدلاً من الإشارة إلى شيء أعمق، طالما أنه ليس نمطاً طبيعياً. ومع ذلك، فإنّ التعويض عن ساعات النوم التي حُرمتم منها من خلال القيلولات المتقطعة أو الحصول على فترة نوم أطول لا ينتج منه دائماً التأثير المرغوب. أظهرت الأبحاث أنّ النوم 10 ساعات عند الحرمان المزمن عزّز فقط الأداء بدايةً قبل الانخفاض السريع، وبالتالي التشكيك في فاعلية النوم لساعات إضافية.
باختصار، إذا شعرتم بتعب متواصل بغضّ النظر عن النوم الجيّد، لا تترددوا في التحدّث إلى طبيبكم. أمّا إذا كنتم تشعرون بالانتعاش عقب استيقاظكم وتستعدون لخوض يوم جديد، فإنّ النوم أكثر أحياناً لن يضرّكم.