بدأت أعمالها في جنيف في 18 حزيران يونيو الجاري وتستمر حتى 6 تموز يوليو الدورة العادية الـ 38 لمجلس حقوق الإنسان، وفي بداية مداخلته خلال جلسة حول الحق في التربية عُقدت أمس 19 حزيران يونيو أكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش الحق الذي لا يُنقض لكل شخص في تربية تهدف إلى تكوين الشخص البشري بشكل يتجاوب وغايته الأخيرة وخير الجماعة التي هو عضو فيها، ويبذل النشاط في سبيلها وقد غدا راشدا حسب ما جاء في الوثيقة المجمعية البيان في التربية المسيحية “أهمية التربية”. ثم ذكّر المراقب الدائم بما ينص عليه برنامج التنمية المستدامة لعام 2030 في هذا المجال، حيث يدعو الحكومات إلى تخصيص موارد مالية ملائمة لضمان أن تتوفر للجميع فرص تعليم طوال الحياة، وذلك لمساعدتهم على كسب المعارف والقدرات اللازمة للاستفادة من الفرص والمشاركة الكاملة في المجتمع. وتابع رئيس الأساقفة أن هذا شرط أساسي كي لا يتخلف أحد عن المسيرة نحو التنمية البشرية المتكاملة. وشدد المراقب الدائم في هذا السياق على واجب المجتمع الدولي ألا يُضيع فرصة التعبير عن تضامنه وذلك عبر دعم جهود الدول التي تكافح من أجل ضمان تمتع شعوبها بحق التربية. ثم أشار إلى مواصلة الكنيسة الكاثوليكية مساهمتها في هذه الجهود من خلال شبكة تضم أكثر من 200 ألف مدرسة وما يزيد عن 1000 جامعة كاثوليكية.
وواصل رئيس الأساقفة يوركوفيتش مداخلته مذكرا بكلمات البابا فرنسيس إلى المشاركين في الجمعية العامة لمجمع التربية الكاثوليكية في 9 شباط فبراير 2017، حين أكد حاجة التربية في عالمنا المعولم إلى ممارسة قاعدة الحوار التي تنشّئ على اللقاء وتثمين التنوع الثقافي والديني. وتابع المراقب الدائم أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف بأدوات الاستعمار الإيديولوجي الذي يحمل أفكارا خاطئة حول طبيعة المجتمع والشخص البشري تتناقض مع حكمة الشعوب والأديان. وعاد في هذا السياق إلى كلمات الأب الأقدس، وهذه المرة في الرسالة العامة “كن مسبَّحا”، حين كتب قداسته “من الضروري تَبَنِّي تطلعات حقوق الشعوب والثقافات، ومن ثمَّ إدراك أن تطور مجموعة اجتماعية يفترض عملية تاريخية، تتم داخل سياق ثقافي معين، ويتطلب حرص الجهات الاجتماعية المحلية الفعّالة بالانطلاق من ثقافتهم الخاصة” (كن مسبَّحا 144). ومن هذا المنطلق، واصل المراقب الدائم، يظل للوالدين الحق الأولي والواجب في تربية الأطفال، وأضاف أن الاعتراف بهذا المبدأ يعني أيضا تمكين العائلات من اختيار المدارس التي تعكس بشكل أفضل القيم الأساسية لهذه العائلات. وشدد رئيس الأساقفة على الأهمية الكبيرة لحرية العائلات هذه في تمكين التربية من لعب دور أكثر عمقا ي تطوير المجتمعات حسب ما ذكر البابا فرنسيس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول سبتمبر 2015.
ثم ختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش مداخلته في الجلسة الخاصة بحق التربية في إطار أعمال الدورة العادية الـ 38 لمجلس حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة تعزيز الحق في تربية تضمن للصبية والفتيات مواطني الغد مشاركة في غنى الإرث القافي لمجتمعاتهم، وإعدادهم للحوار مع رجال ونساء العالم متعاظم التداخل، وذلك كي يصبحوا فاعلين من أجل السلام والتنمية البشرية المتكاملة.
إذاعة الفاتيكان