أن تكون مغرما بأحد ما، لا يعني أنّ التواصل معه سيكون سهلا. تُقدّم الشهادة التالية طرق بسيطة للتقرّب من الحبيب.
“وقعت في حبّ خطيبي وكانت تفصل بيننا مسافة 600 كم. جَمَعنا الحب القوي على الفور وابتدأت قصتنا. لكن، سرعان ما اتضح لنا أنه من الصعب التعبير عن هذا الحب بطريقة مشتركة.
بالنسبة لي، كان يُقاس الحب بالوقت الذي نمضيه سويا بالنظر إلى بعضنا البعض والتركيز كلّ على الآخر فقط. فأصبحت هذه اللحظات متكررة لكنني كنت أجدها قليلة وقصيرة. ولم أتمكن من تقبّل ما كان يليها من سخافة الحياة اليومية والنشاطات البسيطة: مشاهدة فيلم، مسلسل أو لعبة… وكان ذلك يزعجني. كيف يمكن أن يتخطاني بسرعة إلى أداة التحكم عن بعد؟ ولم أكن أشعر بتحسن حين كنت أحاول التعبير له عن قلقي.
بالمقابل، كنت دائما أتلقى الهدايا الصغيرة منه من دون أي مناسبة، ومن دون طلبها: الحلوى المفضلة لدي، باقة من الورد… وكانت هذه الهدايا مفاجآت جميلة لكن لم أفكر يوما بالقيام بالمثل. فلم يكن من شيمي تقديم الهدايا ولم أفكر بالقيام بالمثل للتعبير عن حبي لرجل.
خلال هذا الوقت لم أتقبل أن شريكي يحبني بالقدر الذي كان يفصح لي عنه، من دون تلبية احتياجاتي. ولم أكن أعبر عن هذه الاحتياجات كثيرا فكانت تبدو واضحة بالنسبة لي.
اللغات الخمس للحب
بعد فترة قصيرة اكتشفت نظرية الدكتور غاري تشابمان وأمسى كل شيء واضحا. فبالنسبة إليه، على عكس ما يُقال، ليس هناك لغة واحدة عالمية للحب. بل هو يميز بين “خمس لغات للحب”.
- اللغة الأولى تتمثل ب”العبارات القيّمة”. وتتضمن هذه الفئة كل أوجه الإطراءات الشفهية والمعبّرة عن الإمتنان والدعم.
- تتمثل اللغة الثانية ب”الخدمة” عبر برهنة الحب من خلال التصرفات التي يمكن أن تساعد الآخر أو ترافقه.
- اللغة الثالثة تتمثل ب”اللحظات الثمينة” وبالأوقات المخصصة للزوج بأكملها من دون أي مصدر إلهاء خارجي.
- أما الفئة الرابعة فهي تقتصر على “الهدايا” ولا نعني بذلك الهدايا الفاخرة بالطبع، إنما التفاصيل الرمزية الصغيرة التي تظهر العاطفة والإلتزام.
- واللغة الخامسة والأخيرة هي “الاحتكاك الجسدي” الذي يُبنى على مؤشرات القرب من خلال الاحتكاك الجسدي المتنوع، إنما غير الجنسي.
وتقوم أغلبية الأزواج بتبنّي لغة من هذه اللغات الخمس بحسب طبعهم. ونميل إلى التعبير عن مشاعرنا من خلال هذه اللغة الفريدة لكننا غالبا ما نفهم اللغة التي يتبناها شريكنا فننتقل إلى اللغة التالية، وهو أمر سلبي.
بالتأكيد من السهل أن يتواصل شخصان يتشاركان لغة الحب عينها لكن سيكون من الأفضل زيادة لغات أخرى بهدف إغناء العلاقة.
هذه الحالة نادرة جدا، وعامة يبدأ الأزواج علاقتهم باستعمال مختلف اللغات. وعلى الرغم من حدة المشاعر ومضاعفة الجهود، يمكن أن ينتج الكثير من المشاكل.
إنما الخبر السّر هو أنه من السهل قلب الوضع، فيكفي اكتشاف لغاتنا الأساسية وأخذ الوقت من أجل اكتشاف اللغات الناقصة. فيصبح من السهل فهم لغة شريكنا الأكثر استعمالا وبالأخص تعلم التعبير له عن مشاعرنا باللغة عينها بشكل تدريجي.
بضعة نصائح للغات
إن ارتكزت لغة شريككم الأساسية على الكلام، فكروا بإطرائه وبتهنئته وبمنحه القيمة من دون التملق، بل بصدق. وتحبذ هذه اللغة الكلمات الجميلة أو رسائل الحب المكتوبة.
وبالنسبة إلى لغة التصرفات، حاولوا تقديم مساعدتكم في مختلف الظروف. واقترحوا مساعدتكم في الأعمال المنزلية والالتزامات (مثل العشاء أو رحلة الأولاد في المدرسة).
مهم جداً…مسيحيو الشرق بحاجة الى صلاتكم… انضموا إلى هذا الرابط للصلاة من أجلهم ومساعدتهم
وإن أردتم تمضية الوقت القيّم مع الشريك، اهتموا بتحضير النزهات لكما، أو النزهات من دون الأجهزة الإلكترونية والإلهاءات الأخرى.
لا تقتصر لغة الهدايا على تقديم الهدايا المادية فحسب التي لا يجب أن تكون قيّمة كثيرا. فثمة أمور يتم تقديرها أيضا مثل تنظيم حفلة للعائلة أو بين الرفاق أو تحضير عشاء مفاجئ.
يظن الكثيرون أنهم يعرفون ما هي لغة اللمس: أي التلامس واحتضان الأيدي، والتدليك والتقبيل أي كل ما يؤدي إلى اللذة الجسدية أو الجنسية. لكن يجب معرفة الحاجات العاطفية للشريك.
وتستفيد علاقنتا حين نعطي الوقت الكافي للتعبير عن حبنا ضمن علاقتنا، وبطريقة كريمة.