“عندما أعيد الكأس إلى بيت القربان، أقول للرّبّ يسوع : كم كنت أفضّل يا إلهي، أن أطوف بك في الشّوارع، بدل أن أُقفلَ عليك في بيت القربان.”
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
هذه هي حكاية الكبّوشيّ… إنّها حكاية هيام بسرّ الإفخارستيّا…
أحبّ المسيح حبًّا كبيرًا، تذوّق أجمل معاني سرّ التّجسّد والفداء، عندما ذاق القربانة المقدّسة… ولم يشأ أن يعيش تلك النّعمة وحيدًا، بل أراد أن يبوح بسرّ تلك الحكاية، وينثر صفحاتها ليُشارك المؤمنون في قراءتها، وعيشها… أراد أن يطوف بجسد الرّبّ في القرى، والمدن، والشّوارع…
لم يكتفِ بعبادة القربان، والسّجود له في الكنائس، بل كان يتوق دومًا إلى تكريمه، رافعًا صلواته أناشيد غبطة بين النّاس، في الأحياء، والسّاحات، ليُفرح ساحات السّماء، بكلّ ترنيمة، وأمنية، وصلاة، يطلقها كلّ مؤمن من قلبه إلى قلب الرّبّ…
نظّم أبونا يعقوب الزّيّاحات، والتّطوافات في الأعياد، والمناسبات، رفع شعلة القربان المقدّس بقدر ما استطاع، وجعلها تلك المنارة التّي تلقي بضيائها على الأفئدة ، لتخرجها من ضوضاء فراغها، وضياعها ، وتلقي بها بين أحضان الرّبّ…
نثر الورود، وعمل على تزيين مركباتٍ، وسار بقلبه العاشق لسرّ القربان، ضمن مواكب المؤمنين التّائقين إلى لقاء الرّبّ…
“يتّسم الإكرام الّذي نؤدّيه للإفخارستيّا خارجًا عن القدّاس، بقيمةٍ لا تقدّر في حياة الكنيسة” القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني
هذا ما حقّقه أبونا يعقوب، أراد أن يقود الشّعب إلى حبّ المسيح، أراد أن يحثّهم على الإيمان من عمق قلوبهم ….
نسجد أمامك ، أيّها القربان المقدّس… ساعدنا كي نستنير بضيائك ، إنّنا نلتهب شوقًا إلى لقياك…ساعدنا على مثال الطّوباويّ، كي ننثر ورود إيماننا أينما حللنا، ونصرخ من كلّ أعماقنا، ونبشّر الأمم، أنّك جسد المسيح ….
أفض علينا بنعمك، وساعدنا كي نتّحد بك، ونجعل قلوبنا تنبض، على وقع ما تبثّه فينا من رجاء، وسلام، وحياة…
زينيت