تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس ووجه كلمة قبل الصلاة تمحورت حول إنجيل هذا الأحد (راجع مرقس 8، 27 – 35)، وذكّر بكلمات يسوع “لأنَّ الذي يريدُ أنْ يُخلِّصَ حياتَهُ يفقِدُها”.
استهل البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي قائلاً في إنجيل اليوم يعود مجددا السؤال الذي نجده في إنجيل مرقس “من هو يسوع؟”، وأضاف أن يسوع هو الذي يطرح هذه المرة السؤال على تلاميذه. وقبل أن يسأل الاثني عشر بشكل مباشر، أراد يسوع أن يسمع منهم ما يقوله الناس عنه، ولهذا يسألهم قائلا:” مَنْ أنا في قولِ الناس؟” (مرقس 8، 27). وأشار البابا فرنسيس إلى أنه قد اتضح من الإجابة أن الشعب كان يعتبر يسوع نبيًا عظيما. لكن في الواقع إن يسوع لا تهمّه الاستطلاعات، وثرثرة الناس. يريد الرب أن يؤسس تلاميذه، تلاميذ الأمس واليوم، علاقة شخصية معه، وهكذا يقبلونه في مركز حياتهم. ولهذا، يسألهم قائلا: “مَن أنا في قولكم أنتم؟” (مرقس 8، 29).
أضاف البابا فرنسيس أن يسوع يوجه اليوم هذا السؤال بشكل مباشر إلى كل واحد منا “من أنا في قولك أنت؟”، “من أنا في قولكم أنتم؟”، “من أنا بالنسبة إليك؟”. وأشار إلى أن كل واحد مدعو للإجابة، في قلبه، مستنيرًا من النور الذي يعطينا إياه الآب للتعرف على ابنه يسوع. وقد يحدث لنا أيضًا، كبطرس، أن نقول بحماس “أنتَ المسيح”. ولكن عندما يقول لنا يسوع بشكل واضح ما قاله لتلاميذه، أي أن رسالته تتمّ في الدرب الشاقة للخادم المتألم، المُهان، المرفوض والمصلوب، قد يحدث لنا أيضًا، كما حدث لبطرس، أن نحتج لأن ذلك يتعارض مع انتظاراتنا. وفي تلك اللحظة، نستحق بدورنا التوبيخ الذي وجهه يسوع قائلا “انسحب ورائي يا شيطان، لأنَّ أفكارَكَ ليست أفكارَ الله، بل أفكارُ البشر” (مرقس 8، 33).
تابع البابا فرنسيس كلمته لافتًا إلى أن إعلان الإيمان بيسوع المسيح لا يمكن أن يتوقف عند الكلمات، إنما يقتضي خيارات وأعمالاً ملموسة وحياة مطبوعة بمحبة الله والقريب. ويقول لنا يسوع أن من أراد أن يتبعه، أن يكون تلميذًا له، فليزهد في نفسه (راجع مرقس 8، 34)، ويقدّم من ثم للجميع قاعدة جوهرية:” لأنَّ الذي يريدُ أنْ يُخلِّصَ حياتَهُ يفقِدُها”. وأضاف الأب الأقدس أنه غالبًا في الحياة، ولأسباب متعددة، نخطئ الطريق، باحثين عن السعادة فقط في الأشياء، أو في الأشخاص الذين نعاملهم كأشياء. غير أن السعادة نجدها فقط عندما تلاقينا المحبة، تلك الحقيقية، وتفاجئنا وتبدلنا. فالمحبة تبدّل كل شيء. وتُظهر ذلك شهادات القديسين. وختم البابا فرنسيس كلمته سائلاً مريم العذراء التي عاشت إيمانها متّبعة بأمانة ابنها يسوع، أن تساعدنا أيضًا لكي نسير في دربه.
وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا فرنسيس كلمة أشار فيها إلى زيارته الرسولية أمس السبت الخامس عشر من أيلول سبتمبر إلى بياتسا أرميرينا وباليرمو في صقلية لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة الطوباوي بينو بولييزي. وشكر الأب الأقدس السلطات المدنية والكنسية خاصا بالذكر أيضًا المطرانين روزاريو جيسانا وكورّادو لوريفيتشي على خدمتهما الراعوية. كما شكر البابا فرنسيس الشباب والعائلات وشعب صقلية، هذه الأرض الجميلة، كما قال، على حرارة الاستقبال. وأضاف: ليواصل مثال وشهادة الكاهن بولييزي في إنارتنا جميعا والتأكيد على أن الخير أقوى من الشر، والمحبة أقوى من الكراهية. هذا وتابع البابا فرنسيس كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي محييا الجميع. وإذ أشار إلى الاحتفال منذ يومين بعيد الصليب المقدس، أضاف البابا فرنسيس يقول إنه أراد أن يهدي الحاضرين في ساحة القديس بطرس الصليب وأشار إلى أنه من خلال النظر إلى يسوع المصلوب، ننظر إلى خلاصنا.
أخبار الفاتيكان