شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | «هادي» يشعر بالغضب
«هادي» يشعر بالغضب
ما أعزّ من الولد إلّا وَلَد الوَلَد

«هادي» يشعر بالغضب

يجهل الأهل كيفية التصرف مع طفلهم عندما يغضب. فيبدأ بعض الأهالي بالصراخ، أمّا البعض الآخر فيتركونه لوحده في غرفته أو يعاقبونه… كما نجد أهالي يبدأون بتقبيله وكأنّ التقبيل سيهدّئ الطفل. وتحكي قصّة هذا الأسبوع عن أسلوب التعامل مع الطفل الغاضب، حيث نجد بطل القصة، «هادي»، غاضباً من والده وسيصبّ كل غضبه على أمه وأخته.
وصل «هادي» إلى البيت، بعد يوم طويل في المدرسة. كانت والدته قد اصطحبت اخته الصغيرة «جنى» لزيارة طبيب الأطفال، فاستقبله والده قائلاً:

– أهلاً وسهلاً بك يا «هادي»! كيف كان نهارك؟

إبتسم الطفل لأبيه قائلاً له، وهو يغسل يديه استعداداً لتناول الطعام:

– كان اليوم ممتعاً، درست وتعلّمت أحرفاً جديدة. كما رسمتُ رسمةً جميلة جداً. ولكنّني جائع جداً، ما هو غداء اليوم؟

فأجاب الأب وهو يسكب الطعام اللذيذ في صحن «هادي»:

– لقد حضّرت أمّك اليوم السبانغ واللحمة والرز.

فقال «هادي» لأبيه بغضب:

– لا أريد، لا أريد أن آكل… لا أحب هذا الطعام… أريد آن آكل البطاطا المقلية.

تعجّب والد «هادي» جداً من تصرّفاته، وقال له بإصرار:

– إذا لم تأكل السبانغ التي حضّرتها والدتك، ستكون قد أحزنتني منك.

وإذ بدأ «هادي» بالصراخ والركل. فحاول الأب تهدئته، لكنّ «هادي» أكمل تصرّفاته السيئة جداً وقال لأبيه بصوت عال:

– أنا غاضب ولا أريد أن أكلّم أحداً.

ودخل «هادي» إلى غرفته ولم يحاول أن يتذوّق الطبخة حتّى. وأتت والدة «هادي» بعد قليل وعلمت بالذي حصل. فدخلت إلى غرفته وقالت له:

– ما بك يا إبني؟ لم تصرفت بشكل سيّئ مع والدك؟

ففسّر «هادي» لأمه قائلاً:

– لا أريد أن آكل السبانغ لذا دخلت إلى غرفتي ولا أريد أن أكلّم أحداً.

– وهل هذا تصرّفٌ حسَن يا «هادي»؟ هل عندما نشعر بالغضب، نبدأ بالصراخ والركل؟

فخجل «هادي» من سلوكه غير المقبول وقال:

– إنني آسف يا أمي على تصرفي.

فنظرت إليه وسألته:

– وماذا يجب أن نفعل عندما نشعر بالغضب؟

إبتسم «هادي» وقال لها:

– يجب أن أتنفّس بهدوء وأشرب القليل من الماء، وأدخل من ثمّ إلى غرفتي لأرتاح وأفكّر لمَ أنا غاضب.

فرحت الأم من جواب إبنها، وخرج «هادي» ليعتذر من والده كما طلب من أهله أن يتذوّق السبانغ.

د. أنطوان الشرتوني
الجمهورية

عن ucip_Admin