نظم المجلس الوطني للبحوث العلمية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لليونسكو، ندوة وطنية في شأن أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، في مقر المكتبة الوطنية اللبنانية، برعاية وزير الثقافة محمد داود داود. تزامنت الندوة مع الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، “Comest” التابعة لمنظمة اليونسكو، حول المبادئ الأخلاقية في محاور استثمار الموارد الطبيعية.
الحلبي
وأشار ممثل وزير الثقافة نائب رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو القاضي عباس الحلبي في كلمة ألقاها، الى ان “موضوع الأخلاق في المعارف العلمية والتقنية يتعدى النطاق التربوي البحت ليشمل البحث العلمي والأكاديمي وتطبيقات هذه البحوث ومنها على سبيل المثال مجال الجينات أو الذكاء الاصطناعي الذي يشكل حاليا مادة دسمة للنقاشات العلمية”.
وقال: “إن الاخلاق في المعارف العلمية والتقنية تشكل موضوعا في منتهى الأهمية، وانني على ثقة بأن هذه النخبة المجتمعة للبحث فيها ستزيد في تعميق النقاش والتوصل الى خلاصات محددة وستساهم في بلورة المفاهيم الأخلاقية والمبادئ التي ترتكز عليها”.
حمزة
من جهته، لفت الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزه، الى ان البحوث العلمية تواجه، اليوم، تفاقم مؤشرات العولمة والتطور التكنولوجي، وزيادة الضغوطات التي يواجهها الباحثون في الحصول على التمويل المادي الدولي في ظل المنافسة على المراكز والألقاب الأكاديمية. لذا تواجه منظومة البحوث والتطوير والابتكار تحديات جديدة ومعقدة في تعزيز أخلاقيات البحث العلمي وفي معالجة الآثار السلبية للممارسات الخاطئة وغير الملتزمة.
وذكر “بشرعة المبادئ الأخلاقية للبحث العلمي في لبنان التي وضعها المجلس في العام 2016 ووقع عليها 21 جامعة لبنانية ومركزا بحثيا بغية الالتزام بمعاييرها وتطوير السياسات الوطنية ومواكبة الارشادات التوجيهية التي تصدرها المؤسسات الدولية وخاصة تلك المعتمدة في “Comest” واللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم الطبية”.
الهمامي
أما مدير مكتب منظمة “اليونسكو” في بيروت حمد الهمامي، فشدد على ان “المنظمة، ومنذ السبعينيات، تعمل على تعزيز مفاهيم الأخلاقيات العلمية على الصعيد الدولي من خلال وضع الأنظمة والسياسات العالمية، ومنها تبني الاعلان العالمي للمبادئ الأخلاقية في شان تغير المناخ في العام 2017”.
وقال: “ان النقاشات المتعددة التخصصات في شأن الأخلاقيات العلمية لها أثر ايجابي على تطور العلوم وانعكاسها على الإنسان والبيئة والمجتمع”.
باريزو
وركزت رئيسة اللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا ” COMEST” ماري-هيلين باريزو على ان “المجتمعات تتشارك الهواجس نفسها في مختلف البلدان، وفي مختلف المجالات البحثية من دون أن تتوافر حلولا أخلاقية واحدة يتم تطبيقها على الجميع”، منوهة “بالقيم الأخلاقية في المجتمعات العربية وأهمية تقبل الآخر”.
جلسات
تخللت الندوة ثلاث جلسات حوارية ونقاشية عن أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في مختلف المجالات البحثية وسبل تعزيزها ومواجهة الممارسات الخاطئة، شارك فيها خبراء دوليون من اللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، وباحثون من مختلف الجامعات اللبنانية، عرضوا لواقع جامعاتهم والتحديات التي يواجهونها في ترسيخ المبادئ الاخلاقية للبحث العلمي وتعميمها في لبنان. كما ركز المشاركون على المبادئ الأخلاقية المرتبطة بالشؤون البيئية ومنها استخدام المصادر المائية وادراتها وسبل مواجهة التغير المناخي.
وطنية