تذكار مديح يوحنّا المعمدان
فَأَقْبَلَ الرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقَالا: «يُوحَنَّا المَعْمَدانُ أَرْسَلَنا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟».
في تِلْكَ السَّاعَة، شَفَى يَسُوعُ كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَعاهَاتٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَة، وَوَهَبَ البَصَرَ لِعُمْيانٍ كَثِيرِين.
ثُمَّ أَجابَ وقالَ لِلرَّجُلَين: «إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون،
وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ».
وٱنْصَرَفَ رَسولاَ يُوحَنَّا فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلجُمُوعِ في شَأْنِ يُوحَنَّا: «مَاذا خَرَجْتُم إِلَى البَرِّيَّةِ تَنْظُرُون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيح؟
أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً في ثِيَابٍ نَاعِمَة؟ هَا إِنَّ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ المَلابِسَ الفَاخِرَة، وَيَعِيشُونَ في التَّرَف، هُمْ في قُصُورِ المُلُوك.
أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُم: نَعَم! بَلْ أَكْثَرَ مِنْ نَبِيّ!
هذَا هُوَ الَّذي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا مُرسِلٌ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ لِيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ أَمَامَكَ.
أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ في مَوالِيدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ».
وَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ والعَشَّارُون، الَّذِينَ ٱعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، إِعْتَرَفُوا بِبِرِّ ٱلله.
أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ وَعُلَمَاءُ التَّوْرَاة، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَمِدُوا، فَرَفَضُوا مَشِيئَةَ ٱلله.
التأمل: “أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون…وَالعُرْجُ يَمْشُون….”
رسالة يسوع هي دعوة الى تجديد حياتنا وتحريرها من أعباء الماضي وجروحه، خصوصا ما ورثناه من أعباء وتشوهات وسوء معاملة أو نقص في الحب.
لأن ايماننا بيسوع ليس انتماء اجتماعياً فارغاً من المضمون، هذا الايمان لا بد له أن يُترجم بحياةٍ صالحة وسلوك أخلاقي يتوافق مع هذا الإيمان، أي حياة تشع فرحا وحباً وليس موتاً سريرياً مضمون النهاية..
ايماننا بيسوع يلد فينا النعمة التي تلد الاعمال الصالحة وتتجلى بالسلوك الاخلاقي الطَّيِّب وتثمر نقاوة وجمالاً ومحبة أخوية في الأسر والعائلات (بين الاهل والابناء والأقارب)، ومكان السكن (بين الجيران)، ومكان العمل بين (الزملاء)..
ايماننا بيسوع هو أن نتجاوب مع نعمة ورحمة ومحبة الله الحنان والفائق الرحمة والحب لنصبح ” شعبه الخاص الغيّور على العمل الصالح” مستسلمين الى الروح الذي يعمل فينا “بأناةٍ لا توصف” … ساعتئذٍ “أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون…وَالعُرْجُ يَمْشُون….”. آمين.
أليتيا