تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها هذا الأحد الثاني من الزمن العادي هو استمراريّة لعيد الدنح ولعيد معموديّة يسوع، ويتابع الإنجيل حديثه لنا عن ظهور يسوع. في الواقع وبعد أن اعتمد يسوع في نهر الأردن، كرّسه الروح القدس الذي حلّ عليه وأعلنه صوت الآب السماوي ابن الله. إنّ الإنجيلي يوحنا، على عكس الإنجيليين الثلاثة الآخرين، لا يصف الحدث بل يقترح علينا شهادة يوحنا المعمدان. لقد كان أول شاهد للمسيح، فقد دعاه الله وأعدّه لهذا الأمر.
تابع الأب الأقدس يقول لم يتمكّن المعمدان من أن يكبح الرغبة في أن يقدّم الشهادة ليسوع وأعلن: “أَنا رأَيتُ وشَهِدتُ” (الآية ٣٤). لقد رأى يوحنا أمرًا، أي ابن الله الحبيب متضامنًا مع الخطأة؛ والروح القدس جعله يفهم الحداثة. في الواقع بينما نجد الإنسان في جميع الديانات يقدّم ويضحي بشيء لله، في يسوع يقدم الله ابنه من أجل خلاص البشريّة. يُظهر يوحنا دهشته وموافقته لهذه الحداثة التي حملها يسوع من خلال تعبير نكرّره في كل مرّة في القداس الإلهي: “هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يحمِل خَطيئَةَ العالَم” (الآية ٢٩).
أضاف الحبر الأعظم يقول تدعونا شهادة يوحنا المعمدان لكي ننطلق مجدّدًا على الدوام في مسيرة إيماننا: لكي ننطلق مجدّدًا من يسوع المسيح الحمل المفعم بالرحمة الذي منحه الآب لنا؛ لكي نسمح بأن يدهشنا مجدّدًا خيار الله بأن يقيم إلى جانبنا ويتضامن معنا نحن الخطأة ويخلّص العالم من الشر آخذًا إياه بالكامل على عاتقه.
تابع الأب الأقدس يقول لنتعلّم من يوحنا المعمدان ألا ندّعي بأننا نعرف يسوع وأننا نعرف كل شيء عنه (راجع الآية ٣١). ليس الأمر هكذا. لنتوقّف عند الإنجيل، وربما أيضًا متأمِّلين أيقونة للمسيح، “وجه مقدّس” إحدى الصور الرائعة التي يغتني بها تاريخ الفن في الشرق والغرب. فنتأمّل بواسطة العينين والقلب أيضًا ونسمح بأن يعلّمنا الروح القدس الذي يقول لنا من الداخل: إنّه هو! إنّه ابن الله الذي صار حملاً، وذُبح محبّة بنا. هو وحده قد حمل تألّم وحمل خطيئة كل فرد منا وخطيئة العالم وخطاياي وكفّر عنها. لقد حملها جميعها وأخذها عنا لكي نصبح أحرارًا وليس عبيدًا للشر بعد الآن. نعم نحن لا نزال خطأة بائسين ولكننا لسنا عبيدًا بل أبناء، أبناء الله!
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتَنَل لنا العذراء مريم القوة لكي نقدم الشهادة لابنها يسوع ونعلنه بفرح بواسطة حياة متحرّرة من الشر وكلمة مفعمة بالإيمان المندهش والممتنّ.
وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال يطيب لي أن أذكّر أنّ سنة ٢٠٢٠ كانت قد سُمّيَت على مستوى عالمي “سنة الممرّض والقابلة”؛ يشكّل الممرضون العدد الأكبر من العمال الصحيين، وتقوم القابلات ربما بأشرف مهنة بين المهن. لنصلِّ من أجلهم جميعًا لكي يقوموا بعملهم الثمين بأفضل شكل ممكن.
أخبار الفاتيكان