انجيل القديس متى ١٢ / ٣٣ -٣٧
” إجعَلوا الشَّجرَةَ جيِّدةً تحمِلُ ثمرًا جيِّدًا. واجعَلوا الشَّجرَةَ رديئةً تَحمِلُ ثَمَرًا رديئًا. فالشَّجرَةُ يَدلُّ علَيها ثَمَرُها. يا أولادَ الأفاعي، كيفَ يُمكِنُكُم أنْ تقولوا كلامًا صالِحًا وأنتُم أشرارٌ لأنَّ مِنْ فَيضِ القلبِ يَنطِقُ اللِّسانُ. الإنسانُ الصّالِـحُ مِنْ كنزِهِ الصّالِـحِ يُخرِجُ ما هوَ صالِـحٌ، والإنسانُ الشِّرّيرُ مِنْ كنزِهِ الشِّرِّيرِ يُخرِجُ ما هوَ شرِّيرٌ. أقولُ لكُم كُلُّ كَلِمَةٍ فارِغَةٍ يقولُها النّاسُ يُحاسَبونَ علَيها يومَ الدِّينِ. لأنَّكَ بكلامِكَ تُبرَّرُ وبِكلامِكَ تُدانُ. معلمو الشريعة والفريسيون يطلبون آية.”
التأمل: “الإنسانُ الصّالِـحُ مِنْ كنزِهِ الصّالِـحِ يُخرِجُ ما هوَ صالِـحٌ..”
قد يكون من السهل علينا ان نخدع الاخرين الذين لا يعرفون نقصنا، أو يجهلون نقاط ضعفنا، لكن علاقاتنا اليومية مع من نعيش تحت سقف واحد هي التي تكشف حقيقتنا.
يستطيع كلٌ منا أن يضع القناع الذي يشاء، يستطيع أن يمثل كما يشاء، ويتلون بما يشاء.. لكن سرعان ما تسقط الاقنعة وتظهر حقيقة كل منا كما هِي، وهكذا فان الاستثمار في التصرفات الغير واعية والغير نابعة من القلب هو استثمار خاسر، لانه لا يحمل الثمار التي تنفعنا والتي تمجد الله، وسرعان ما تنقلب علينا لا بل ندفع ثمنها غاليا جدا.
قبل الزواج يستطيع كل من الشاب والشابة اظهار صورته الجميلة لشريكه، فيستبدل كل منهما سلوكه الشرير النابع من القلب بسلوك صالح “لتلميع” شخصيته وجعلها مقبولة، ولو بطريقة صورية، لدى الاخر… لكن بعد حفلة الزواج مباشرة ولحظة الدخول الى البيت الزوجي واغلاق الابواب على العالم الخارجي كل منهما سيطعم شريكه ثمار سلوكه الحقيقية!!!
اذا كان القلب ممتلئاً نعمة فانه حتما سيأتي ” بثمر كثير”( يوحنا ١٥/٨):
ان المحبة والفرح والسلام تنبع كلها من القلب المشبع من الكلمة والمكرس بالكامل للرب.
وكذلك ضبط النفس والصبر والامانة واللطف والوداعة هي ثمار الذي يموت عن ذاته ويخرج من أنانيته، متوجها بصدق دون خوف أو تحفظ الى الاخر.
يا رب انت تعمل فينا لكي نمتلك قلوبا مكرسة لك ممتلئة من حبك، لنثمر ثمارا لائقة بحياتنا التي افتديتها بدمك على الصليب. نطلب منك أيها الرب أن تقود حياتنا وتملك على قلوبنا لتجددها وتنعشها بحبك وتكون أنت الذي تتربع على عرشها الى الأَبَد. آمين.
أليتيا