“هنا لندن.. سيداتي سادتي، نحن نذيع اليوم من لندن باللغة العربية لأول مرة في التاريخ”.
العبارة لمذيع في قناة “بي بي سي” الإذاعية البريطانية بتاريخ الثالث من يناير من سنة 1938.
المذيع كمال سرور، كان أول مذيع ناطق بالعربية في تاريخ إذاعة “بي بي سي” لكنه قد لا يكون الأول في تاريخ الإذاعات العربية.
فتاريخ الإذاعة العربية أقدم وسبق سنة 1938 بكثير، إذ عرفت الساحة الإعلامية العربية إذاعات محلية وأخرى خاصة، كما عرفت إذاعات استعمارية وأخرى حكومية، ومن ثم يصعب تحديد تاريخ بداية أول إذاعة عربية دون النظر في هذه المتغيرات.
أما بالنسبة للإذاعات المحلية فلعل مصر والجزائر كانتا السباقتان في إنشاء محطات تتوجه لعموم الشعب.
عرف المصريون أولى الإذاعات الأهلية (إذاعات الموجات المتوسطة) بداية من سنة 1925، بينما عرف الجزائريون أول إذاعة استعمارية ناطقة باللغة العربية خلال نفس السنة.
في مصر ظهرت إذاعات راديو القاهرة، وراديو الأميرة فوزية، وراديو فؤاد ثم راديو مصر المليكة وراديو مصر الحرة وراديو فيولا وكذا راديو أبو الهول وراديو الجيش ثم راديو مصر الجديدة.
في سنة 1934 عرفت مصر أول إذاعة حكومية رسمية، لتدشن بذلك مجال الراديو العربي الرسمي في شكل محطة تبث عبر الأمواج الطويلة، إذ كان بإمكان بعض المناطق السودانية المتاخمة لمصر التقاط موجات الإذاعة الحكومية.
أما في الجزائر فكان مستوطن فرنسي وراء مبادرة إنشاء أول إذاعة حكومية (استعمارية) من خلال إذاعة كانت تبث على الموجة المتوسطة (100 كيلوواط).
الإذاعة كانت تبث باللغة العربية من منصة في محافظة قسنطينة شرقي البلاد.
ولم تعرف الجزائر إذاعتها الرسمية إلا بعد عام عن استقلالها، سنة 1963.
خلال النصف الثاني من عقد الثلاثينيات، بدأت الإذاعات العربية تظهر الواحدة تلو الأخرى.
في سنة 1935 عرفت تونس أول إذاعة لها، تلتها العراق سنة 1936 ثم لبنان في عام 1973.
وفي عام 1938 عرف السودان أول إذاعة له بعده دخلت ليبيا السباق بإنشاء أول محطة إذاعية لها سنة 1939.
فيما يلي جدول زمني بتواريخ بدء الإرسال الإذاعي في الدول العربية..
كل مقال او منشور مهما كان نوعه لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي صاحبه