عاد البابا فرنسيس ليدعو إلى وقف القتال وإحلال السلام في أوكرانيا، وذلك في رسالة وجهها إلى المشاركين في مسيرة حج ما بين الأديان تهدف إلى التضامن مع الشعب الأوكراني، انطلقت من رومانيا في العاشر من الجاري ووصلت يوم أمس الثلاثاء إلى مدينة شيرنفتس جنوب غرب أوكرانيا، مع العلم أنها المبادرة الأولى من نوعها منذ بداية الحرب. أكد البابا في الرسالة أنه علينا أن نرفع صوتنا بقوة لنطالب – باسم الله – بوضع حد لهذه الأفعال المقيتة، كما قال.
كتب الحبر الأعظم في الرسالة – التي وُجهت إلى المشاركين في مسيرة الحج ومنظميها – أن الآلام التي أُلحقت بالعديد من الأشخاص الضعفاء، فضلا عن المجازر التي وقع ضحيتها عدد كبير من المدنيين العزل، وعملية نزوح النساء والأطفال، كلها أمورٌ تهز ضمائرنا وتلزمنا على الخروج من سكوتنا، وعلى عدم البقاء غير مبالين إزاء العنف الذي يمارسه قايين، وصرخة هابيل، فلا بد أن نرفع الصوت بقوة لنطالب بإيقاف هذه الممارسات المقيتة.
وأكد البابا فرنسيس في الرسالة أن الساعة التي نعيشها اليوم تسيطر عليها قوى الشر، وذكر بما ورد في رسالته العامة Fratelli Tutti، أي أن الأحداث الأليمة هذه تُظهر لنا أن الحرب هي فشل السياسة والإنسانية، إنها ضرب من الاستسلام المخزي، وهزيمة أمام قوى الشر. وشاء أن يُطلق نداء جديدا من أجل السلام وقال: ليتمكن الحكّام، لاسيما أولئك الذين يؤمنون بالمبادئ المقدسة للدين، من الإصغاء إلى كلمة الله الذي قال لشعبه إن لديه لهم مخططات سلام.
كثيرون هم القادة الدينيون الذين شاركوا في مسيرة الحج هذه، ومثلوا الجماعات المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية والإسلام. ولدى وصولهم إلى المدينة الأوكرانية المذكورة شاركوا في تجمع عام، الأول من نوعه منذ بداية الصراع في الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي، نُظم في مسرح المدينة، وأكد المنظمون أن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في حمل السلام والسعي إلى تضميد الجراح. وتخللت اللقاء شهادات لأشخاص عاشوا أهوال الحرب.
عن هذه المبادرة حدثنا الراهب ماسيمو فوزاريلي، الرئيس العام للأخوة الفرنسيسكان الأصاغر، متوقفا عند أهمية مسيرة الحج، وقال إن كل مسؤول ديني، تطرق إلى مواضيع السلام والصداقة والتعزية. كما تم عرض أفلام فيديو، وقام التلفزيون الأوكراني بنقل وقائع الحدث. ولفت إلى أن المنظمين شاؤوا التأكيد على أن الديانات يمكن أن تكون أداة لتحقيق السلام، وهذا الأمر يحصل عندما يكون الدين فعلاً مستلهما من البحث عن الله، وكل شيء ما عدا ذلك لا ينتمي إلى الروح الحقيقي للأديان.
وأضاف الأخ فوزاريلي أنه منذ بداية الحرب شعر بالحاجة الملحة للتوجه إلى أوكرانيا، وكانت هذه الحاجة بمثابة نداء داخلي، لافتا إلى أنه انطلق باتجاه أوكرانيا عندما سمحت الظروف بذلك وهو موجود في البلاد اليوم ليكون قريبا من أخوته الرهبان الفرنسيسكان، وليحمل لهم بعض المساعدات المادية، التي يتم جمعها في مختلف أنحاء العالم. وقال في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني إنه سيُنهي جولته في السادس عشر من الجاري، في بلدة كالاويرا البولندية، حيث يوجد مركز للرهبان الفرنسيسكان يأوي حاليا مئات النازحين الأوكرانيين.