عمل إتحاد أورا بجمعياته الأربع (لابورا، نبض الشباب، الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان، وأصدقاء الجامعة اللبنانية) منذ تاسيسه، على مساعدة الشباب في إيجاد فرص عمل والإنخراط في وظائف الدولة والمشاركة في صنع القرار من قبل كل مكونات الوطن، حفاظا على التوازن، الضامن الوحيد لبقاء لبنان التعددي والحضاري. ولطالما رفع الصوت عاليا ونبّه إلى الخطر القائم المتمثّل في هجرة الشباب وفقدان لبنان لكيانه ووجوده…
وها هو اليوم ينظر بغضب لا يوصف، وأسى ودموع إلى إنهيار الهيكل علينا أمام الشرذمة السياسية وإقتتال الأخوة على وسائل التواصل الإجتماعي، كما ينظر إلى جهوده وهي تنهار، أمام نزيف الهجرة الذي بلغ مستوى لم يعرفه لبنان من قبل، ممّا ينذر بكارثة وطنية غير مسبوقة ويهدّد بزوال الوطن الذي نعرفه.
الوظائف في لابورا كثيرة ولا تجد شبابا ليتوظفوا، أرقام البطالة صادمة، أرقام الهجرة صادمة، واللائحة طويلة والأرقام صادمة…إلاّ للمسؤولين! فمسؤولونا السياسيون وغير السياسيين منشغلون عن شعبهم بأنانيتهم، يبحثون سبل البقاء “على الكراسي” ويدفعون ثمن هذا البقاء كل غال ونفيس من مال الشعب وصحته وعلمه وكرامته ووجوده. كلّ شيء عندهم يهون في سبيل الزعامة، حتى الإنسان، حتى الوطن. وها هم اليوم يمعنون في مهاجمة بعضهم البعض، فيعمّقون العداوة في ما بينهم، ويمعنون في تقسيم الشعب لأن الناس أصبحوا أفقر، والفقر يولّد الجهل والتبعيّة والخطابات اللاأخلاقية مسؤولونا يتنكّرون لمآسي الشعب والوطن، وبدلاً من تحمّل مسؤوليّاتهم، يغوصون أكثر فأكثر في انقساماتهم وتشرذمهم وانحدارهم إلى مستويات هابطة من التعاطي مع الأزمات ومع بعضهم البعض، وإن ما تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي قبل الإنتخابات وخلالها وبعدها شيء مقرف ومهين وكأنّ لبنان واللبنانيين بألف خير، وكأنّ مصير الوطن ليس على المحكّ. مسؤولونا سرقوا مال الناس ويعطونهم منه فتاتا على شكل كيس أرزّ أو علبة دواء، لكي لا يبقى في هذا الوطن إلا المصفّقين لهم والضاربين بسيفهم، وهذا هو ما يحصل فعلا مع هجرة الأدمغة والكفاءات.
مسؤولونا لا يعلمون أنّهم سيستفيقون في يوم قريب على كارثة هم مسؤولون عنها، عندما يصبحون حكّاما بلا شعب ورعاة بلا رعيّة، وعندما يصبح لبنان بيوتا بلا ناس. وهنا يسأل إتّحاد أورا: أيّ مصيبة مطلوبة بعد لكي يعي اللبنانيون عامة والمسيحيون خاصة خطورة المرحلة؟ وأيّ كارثة أكبر بعد يجب أن تقع لكي نوحّد الجهود؟!
نحن لا نريد أرقامكم ولا أعدادكم ولا وعودكم، نريد ضمانة وجود، وذرة قيم وأخلاق وخطاب وحدة ورؤية وسلام.
أمام هذا الواقع الخطير وتفادياً للكارثة الوشيكة، يوجّه إتحاد أورا نداءً عاجلاً إلى جميع المسؤولين السياسيين والروحيين وبالاخص المسيحيين منهم من دون استثناء، داعياً إياهم إلى تحكيم الضمير ونبذ جميع الخلافات، والمبادرة فوراً إلى عقد لقاء مسيحي عاجل للمصارحة والتفاهم ومناقشة للقضايا المستجدة الملحة، يتم فيه نبذ الخلافات وتحقيق المصالحة الحقيقية ووضع استراتيجية إنقاذ سريعة وواضحة لوقف نزيف الهجرة، وتسخير جميع الإمكانات والجهود لتنفيذها، لأنّ الوضع اصبح أخطر ممّا يتصوّر الجميع.
وانطلاقاً من إيمانه بضرورة التعاون وعدم انتظار المساعدة من الخارج، لأنها لن تأتي إذا لم نباشر بمساعدة أنفسنا، يؤكّد إتحاد أورا أنّ قلبه وبابه مفتوحان، وأنّ يديه ممدودتان للعمل على عقد المؤتمر المطلوب، ويدعو جميع المعنيين إلى الإسراع في تنظيمه لأنّ الوقت هو ترف لم نعد نملكه.
المكتب الإعلامي