كتب الأب طوني خضره
كنت ضيفًا الاْسبوع الفائت على إحدى وسائل الاعلام اللبنانية، ولأني كاهن وفي إطار الحديث عن الهجرة والزواج وتأثير العزوبية على الديموغرافيّة، طرح علي السؤال التالي: ماذا تنصح الشباب بموضوع الزاوج في هذه الايام الصعبة؟
فكان جوابي: لا أعتقد بأن الشباب بحاجة إلى نصيحة، لإنها لا تقدم ولا تؤخر في حياتهم بموضوع الزواج فهم لا يستطيعون في هذه الظروف الصعبة تأمين حاجاتهم اليومية، فكيف لي أن أنصحهم عن العلاقة والزواج؟! كلنا يعرف كلفة هذا المشروع، لذلك كانت نصيحتي ليس للشباب بل للمسؤولين عن الشباب رجال دنيا ودين بأن يتبنى كل واحد منهم شابا وشابة يريدان الزواج، ويؤمن لهما كلفة العرس بالتعاون مع المؤسسات المعنية، وهكذا تستمر الحياة معهم من خلال إنشاء “عيلة جديدة”.
انها صرخة موجهة إلى كل محب للمساعدة ومقتدر عليها.الأساس أن لا نترك شبابنا في هذه الظروف المأسوية، لأن المشكلة لا تكمن فقط في عدم الزواج، بل في الإنجاب أيضاً وفي العدد من أجل الإستمرارية. من دون زاوج نخسر الديموغرافية، من دون إنجاب نخسر مدارسنا، من دون زاوج تقفل بيوتنا. فإذا دعمنا مشروع الزواج ندعم حركة الحياة والمؤسسات المعنية بالإنجاب والتربية والتطور الديموغرافي المطلوب.
من دون زواج وإنجاب تنقرض الشعوب ومن دون عدد لا جدوى من المطالبة بالحقوق السياسية والإجتماعية.
شبابنا نبع العطاء والإستمراريّة، صرختنا أن لا نتركهم لمصيرهم المجهول، صرختنا أن نغيّر الواقع المرير لشعبنا، صرختنا لنجعل من اللامبالاة الملحدة قوة تساعد على الحضور الإنساني البنّاء