مبروك جبران باسيل أو مبروك سليمان فرنجية.
واحدة من هاتين العبارتين يتوقع أن تتردد قبل 31 تشرين الأول المقبل موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، والسبب أن «حزب الله» وحلفاءه، ونواباً مستقلين سيجدون أعذاراً لتأييد خيار «حزب الله»، سيتمكنون من إيصال النائب باسيل أو فرنجية إلى سدة الرئاسة من دون أي عناء، وحتى من دون أن يكون لـ»حزب الله» ضرورة لتعطيل الانتخابات الرئاسية كما حصل قبل انتخاب العماد ميشال عون.
مناسبة هذا الكلام هو التشتت المصابة به المعارضة التغييرية والسيادية ومن يدّعون الإستقلالية، فكل فريق منها يغني على ليلاه وهذا ما حصل في عملية تكليف شخصية سنية لتشكيل الحكومة، فمنهم من ذهب باتجاه عدم التسمية ومنهم باتجاه نجيب ميقاتي ومنهم باتجاه نواف سلام ومنهم باتجاه خالد زيادة، فتشتت الأصوات لصالح «حزب الله» وحلفائه حتى ولو كان «التيار الوطني الحر» على خلاف مع الرئيس ميقاتي.
منذ ولادة المجلس الجديد وحتى الآن يبدو من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الجمع في الاستحقاقات الأساسية التي يمكن ان تبدل وجه وسياسة البلد بين كل القوى التغييرية والسيادية والمستقلين، كنواب 17 تشرين و»القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الإشتراكي» و»حزب الكتائب» و»حركة الاستقلال» ونواب تركة «المستقبل» ونواب خاضوا الانتخابات تحت يافطة السيادة والتغيير، ليتبين أن بعض هؤلاء المستقلين ونواب تركة «المستقبل» كأنهم أحصنة طروادة لـ»حزب الله» وللمنظومة الحاكمة ولإبقاء لبنان في محور الممانعة، حتى أن أحكام الإدانة الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تحرك ساكناً.
في وضع لبنان ليس هناك من استحقاق مهم واستحقاق أهم وليس هناك من حكومة ما بتحرز وحكومة بتحرز، وليس هناك من ترف في الوقت ولو لثانية واحدة، وإضاعة أي فرصة للتغيير تحت شعارات وعناوين ومصالح واهية هي إمعان في تعزيز الإنهيار ووضع جهنم وتمكين محور الممانعة من السيطرة أكثر فأكثر.
ما يميز جماعة هذا المحور أنهم لا يضيعون فرصة لاستمرار سيطرتهم ولا يتركون لخلافاتهم مجالاً كي تحد من نفوذهم، ونجحوا وينجحون في كل مرة في مواجهة فريق تحركه أجندات ومصالح مختلفة ويفتقر إلى رؤية ومشروع واحد، فبرع ويبرع في إضاعة الفرصة تلوَ الأخرى ولن ينجح لا في مجلس نيابي ولا في حكومة ولا في رئاسة.
إذا بقيوا هكذا… مبروك جبران باسيل، مبروك سليمان فرنجية.