كتب الأب طوني خضره
“الغرض مرض”، هل سمعتم بهذه العبارة الشهيرة التي كانت تقال منذ القدم لكلّ إنسان وضع هدفًا في رأسه ويريد تحقيقه حتّى الإلحاح والإستشراس ليصبح مرضًا عضالًا.
نعم إذا أراد إنسان من غيره شيئًا لا يتركه بسلام ويزعجه باستمرار حتّى تحقيق غايته ولو على حساب الطالب إليه.
مثلاً: إنّ الإنسان الذي يريد أخذ المال من غيره يصبح شحاذًا. الغرض هو المال والمرض هو الشحاذة.
المدمن غرضه المخدّر ومرضه الإدمان.
تعالوا حضرة القرّاء نطبّق هذه العبارة على واقعنا اليوم.
فبعض المسؤولين عندنا نحن مثلاً:
غرضهم سرقتنا، مرضهم فسادهم.
غرضهم جذبنا للإنتخابات، مرضهم وعودهم الفارغة.
غرضهم بيعنا، مرضهم كذبهم.
والآخرون ما أدراك:
غرضهم جمع المال والثروات، مرضهم التجارة بدمنا.
غرضهم السفر واللذات، مرضهم إستغلالنا.
متى نصل في هذا الوطن إلى مرحلة الوعي على كلّ ذلك. شعبنا بحاجة إلى توجيه حقيقيّ بالأرقام والوقائع لكي لا يستمرّ في أن يكون غاية سهلة لأغراض كلّ الكافرين والإستغلاليين الذين همّهم بطنهم ولذتهم وبطشهم.
وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ عبادة الأصنام قد انتهت منذ أمد بعيد، فليحطّم كلّ واحد منّا الصنم الذي يحتفظ به في داخله.