كتب الأب طوني خضره
إحتفلنا منذ أيّام بعيد القدّيسين الشهيدين بطرس وبولس مؤسّسي الكنيسة، “أنت الصخرة يا بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”، “وأنت يا بولس مضطهد المسيحيين ستكون لي رسولاً في كلّ الأمم.” وإذا تعمّقنا بحياتهما ولاهوتهما نجد بأنّ كلّ واحد منهما بشّر بالمسيح بطريقته ووفق قناعاته حتّى وصل بهما الحدّ إلى الخلاف بينهما على طريقة إدخال المؤمنين (الكبار والصغار) إلى الكنيسة الأولى.
وعلى الرغم من الخلاف بينهما بقي بطرس – بطرس، وبولس – بولس، وبقيا أساسًا للكنيسة الأولى ونشرا تعاليمها في كلّ أقطار العالم حتّى أصبحت المسيحيّة دين الكرة الأرضيّة كلّها… قلت كلّ ما سبق لأخذ العبرة من هذا العيد العظيم للرسولين بطرس وبولس وهي كالآتي: التنوّع في الآراء لا يفسد الودّ. والطريقة الشخصيّة لا تلغي الرسالة العامّة بل تضفي عليها رونقًا وجمالاً. وكل المشترك والأساس بينهما هو الهدف: التبشير بيسوع المسيح مخلّصنا الأوحد ومخلّص بني البشر بدمه وجسده.
فيا أيّها المسيحيّون في لبنان والشرق علام تختلفون؟ على الطريقة؟ لامشكلة. على شخصيّة كلّ واحد أو كلّ جماعة؟ أيضًا لا مشكلة. فلماذا لا تنشرون خلاص المسيح في لبنان والشرق؟ ولماذا لا تكونون قدوة في لبنان وبيضة القبّان؟
ولكن للأسف نحن نختلف على جنس الملائكة. نختلف على مصالحنا الشخصيّة. إذا كان هدفنا المسيح، فمن المؤكّد أننا سنتّفق، لأن المسيح يوحّد، ولأنّ الوحدة مع المسيح تجعل منّا مؤسسين للكنيسة، وأصحاب مشروع لنشر رسالة المسيح العظيمة، ولكن هل نحن مع المسيح؟ هل نحن للمسيح؟ هل نعرف المسيح؟ هل نعمل لأجله ولأجل أولاده في لبنان والشرق؟
تأكدوا: لا الطريقة ولا الشخصيّة، ولا من قوّة في الأرض تخلفنا أو تفصلنا عن المسيح. بل المشكلة أنّ المسيح المخلّص الذي أوصى بولس وبطرس بالدفاع عن الكنيسة وشعبها، هو غير مسيحنا الذي نستعمله لعدّ نوّابنا وشدّ عصب شعبنا وغيره …
وأخاف أن نكون من هذا المسيح براء.
وللحديث صلة.