كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
تضجّ البلاد بالدعوة من قبل فريق الممانعة لاستقدام فيول أويل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء، وقد تعهد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أن يأتي بهذه الكميات مجاناً، كما قال.
مسألة المجانية يطرح حولها العديد من علامات الاستفهام، فالمازوت الإيراني الذي وصل إلى لبنان عبر سوريا لم يوزع بالمجان بل تم بيع معظمه، وعائداته ذهبت لمن اشترى هذا المازوت من الإيرانيين، فهل ستتبرع إيران مجاناً بكميات من الفيول أويل لتشغيل معامل الكهرباء؟ وفي حال كان هذا الفيول أويل مجانياً هل ستتم فوترة ساعات التغذية الكهربائية الناجمة عنه؟ أم أن الكهرباء ستوزع مجاناً دعماً للشعب؟ والأهم ما هو حجم هذه الكميات؟
في لبنان هناك 4 معامل تعمل على الفيول أويل: معمل الذوق القديم ومعمل الجية القديم، ومعملا المحركات العكسية في الجية والذوق، وهذه المعامل الأربعة متوقفة عن الإنتاج منذ زمن طويل، وربما أدى ذلك إلى خلل كبير في الحالة التقنية لهذه المعامل لا سيما وأن بعضها أكل الدهر عليه وشرب.
نوعية الفيول أويل المستخدمة في المعملين القديمين تختلف عن النوعية المستخدمة في معملي المحركات العكسية وبالتالي أي نوع من الفيول سيتم استقدامه من إيران؟ وهل سيكون مطابقاً للمواصفات أم لا همّ باعتبار أن الأولوية للمزيد من ساعات التغذية ولو كانت على حساب تقنية المعامل والتلوث؟
لن يتم طبعاً نقل الفيول أويل الإيراني العتيد بالصهاريج إلى الذوق والجية، بل يفترض أن ترسو الناقلات المحملة من إيران أمام المعملين وان تفرغ حمولتها في خزاناتهما، والسؤال الأساسي هنا هل سيتم استقدام هذا الفيول أويل مجاناً لمرة واحدة أم أن الخط البحري سيكون مفتوحاً بشكل متواصل؟
كل هذه الأسئلة عن الفيول أويل الإيراني تأتي في وقت لم تتلق المديرية العامة للنفط في الساعات والأيام القليلة الماضية أي جواب من السلطات العراقية، في شأن ما إذا كان الاتفاق مع العراق يسمح بوصول المزيد من سفن المحروقات العراقية لمعامل الكهرباء، علماً ان الجانب العراقي أبلغ السلطات اللبنانية أن الاعتماد المخصص للبنان قد انتهى بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام وبالتالي هناك شكوك في إمكان استقدام المزيد من المحروقات وفق الاتفاق القديم.
المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك دق ناقوس الخطر مجدداً واتصل بوزير الطاقة وليد فياض طالباً منه المسارعة لإيجاد حل مع العراقيين، محذراً من أنه في حال امتنع العراقيون عن إرسال سفينة محروقات جديدة وفي حال لم يجدد العقد غير المجاني معهم، فهو سيبدأ ببرنامج إطفاء معملي دير عمار والزهراني على مراحل من أجل تأمين ما يتوفر من ساعات تغذية للمطار والمرفأ ووزارة العدل وغيرها من المؤسسات الحيوية لفترة لا تتجاوز نهاية شهر آب.