كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
واضح التقدم الذي تسجله القوى السيادية والتغييرية ومستقلون في انتخابات رئاسة الجمهورية لجهة إما الاتفاق على مرشح وإما الاتفاق على ما يعرف بالتعطيل الإيجابي للإنتخابات من أجل منع وصول مرشح موال لـ»حزب الله» ومحور الممانعة إلى سدة رئاسة الجمهورية.
وفي هذا المجال يشير المتابعون لهذا الموضوع إلى الدور الأساسي الذي يلعبه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فهو أبدى انفتاحاً على كل هذه القوى وفتح معها قنوات التواصل على المستوى النيابي وغير النيابي، وأبدى استعداداً لمناقشة أي طروحات تتعلق بمسألة رئاسة الجمهورية شرط الإلتزام بالمواصفات المحددة للرئيس الجديد وخلاصتها ألا يكرر في قصر بعبدا تجربة العماد ميشال عون وألا يكون قراره مرتبطاً بشكل أو بآخر لدى «حزب الله».
وفي هذا السياق يسجل التقارب بين «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» ومع كتلة «تجدد» التي تضم في صفوفها النائب ميشال معوض أحد المرشحين المحتملين للرئاسة من بين القوى المعارضة لـ»حزب الله»، والأهم أن التواصل بين «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الإشتراكي» ما زال قائماً على الرغم من التواصل بين رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط و»حزب الله» وبعض التبدل الحاصل في مواقف جنبلاط، وقد حرص جعجع على لملمة أي تداعيات لهذا الموضوع فنفى بوضوح أن يكون وليد جنبلاط في حضن «حزب الله» رغم الاختلاف في مقاربة الاستحقاق الرئاسي.
ترى «القوات اللبنانية» بوضوح أن انتخابات رئاسة الجمهورية هي فرصة من أجل البدء باستعادة لبنان من حضن «حزب الله» ومحور الممانعة، وهذا ما تريده الغالبية الساحقة من الجمهور اللبناني والجمهور المسيحي تحديداً، في حين أن البعض من المسيحيين وفي مقدمهم «التيار الوطني الحر» يحاول اللعب على الوتر المسيحي والقول بحق المسيحيين في تسمية رئيس الجمهورية، وهو كلام حق يراد به باطل لأنه لم ولن يترافق مع تغيير في سياسات واستراتيجيات «التيار الوطني الحر»، وأولها التخلي عن تفاهم 6 شباط مع «حزب الله» الذي أكسب «التيار» رئاسة الجمهورية بشخص العماد ميشال عون، ولكنه تسبب في فشل العهد وفي السيطرة على مفاصل الدولة أكثر فأكثر وزج لبنان في انهيار لا مثيل له، وتسبب أيضاً في تهميش المسيحيين وفي تزخيم المحاولات المستمرة لتغيير هوية لبنان وتخريب علاقاته بالدول العربية والغربية، حتى وصل الأمر إلى فرض عقوبات على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ما أفقده الكثير مما كان يمكن أن يجنيه من مكاسب سياسية لو ابتعد عن الحزب.
ليست مسألة النجاح في الرئاسة مسألة تضامن مسيحي او وحدة مسيحية بل هي مسألة خيار سياسي، والخيار المعتمد حتى هذه اللحظة لم يؤد إلى إنقاذ البلاد والعباد، ولا حلّ سوى برئيس يحمل خياراً سياسياً آخر، خياراً لبنانياً بامتياز شعاره دولة قوية وقرار حر.