كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
لا يزال الحديث مستمراً عن اجتماع رباعي سيُعقد في باريس بين الفرنسيين والأميركيين والسعوديين والقطريين من أجل بحث الوضع في لبنان، ولكن حتى الساعة ليس هناك إعلان رسمي من قبل أي طرفٍ من هذه الأطراف عن هذا الإجتماع، كما أنّ الجهة المستضيفة أي باريس، لم توجّه بعد أي دعوة ولم تعلن عن قرب انعقاد هكذا اجتماع.
في خلاصة الكلام أنّ هذا الاجتماع لا يزال في إطار التكهنات وليس لدى أي جهةٍ من هذه الجهات ما يشير إلى أنّ اجتماعاً من هذا النوع سيُعقد قريباً، فالموضوع اللبناني بالنسبة لهؤلاء وبحسب ما توفر من مصادر ديبلوماسية ليس أولويةً ولا حاجة لعقد هكذا اجتماع ما لم يكن مجدياً وسيؤدي إلى نتيجةٍ حاسمةٍ تتمثل بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، علماً أنّ طرفاً أساسياً في تقرير مصير هذا الانتخابات لن يكون موجوداً في الاجتماع المزعوم وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وشددت هذه المصادر على أنّ طهران ليست بصدد تسهيل مهمة كل هؤلاء إن وجدت ولا سيما الفرنسيين والأميركيين كونهم على خلافٍ معها في مواضيع متعددة وأهمها مسألة إحياء الاتفاق النووي، كما أنّها لن تسلم ورقة رئاسة الجمهورية للمملكة العربية السعودية، وهي أي طهران توهم قطر أنها لا تتدخل في الشأن اللبناني وأنّه لا علاقة لها بمواقف «حزب الله» في هذا الشأن وتحديداً بالانتخابات الرئاسية.
إزاء هذا الواقع تشير المصادر الديبلوماسية إلى أنّه لا يمكن الحديث عن جهودٍ إقليميةٍ ودوليةٍ تتعلق بانتخابات الرئاسة في لبنان، وأنّ هؤلاء لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك طالما أنّ هناك أفرقاء لبنانيين يعطّلون الانتخابات ولا يستعجلون انتخاب رئيس رغم علمهم بخطورة الأوضاع اللبنانية وما يعانيه اللبنانيون.
وكشفت هذه المصادر أنّ الجهات الأربع التي يحكى أنّها معنية باجتماع باريس المزعوم، أبلغت القوى اللبنانية بألّا يعوّلوا على تدخلٍ عربي أو أجنبي، وبأنّ الحل يبدأ من الداخل وهو لا يقتصر فقط على انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتسمية رئيسٍ للحكومة وتشكيلةٍ حكومية متجانسة، بل يستلزم الأمر انتهاج سياسةٍ جديدةٍ قائمةٍ على الإصلاحات والانفتاح على دول العالم وقيام دولة القانون والمؤسسات، وبأنّه لو انعقد اجتماع باريس فهو سيكرر خارطة الطريق هذه وهي خارطة يعلمها اللبنانيون منذ زمن، وبالتالي لا حاجة لاجتماع يكرر على مسامع من في السلطة كلاماً لن يكون قابلاً للتنفيذ باجتماع رباعي أو من دونه.