حذر البابا فرنسيس اليوم الأحد قبل تلاوة صلاة افرحي ياملكة السماء من الخوف الذي قد يدفعنا إلى انغلاق داخلي مثلما حدث للتلاميذ عقب موت يسوع. إلا أن الحل الذي يقدمه يسوع القائم هو الروح القدس الذي يحرِّر من الخوف.
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد، وبعد ترؤسه الاحتفال بالقداس الإلهي لمناسبة عيد العنصرة، صلاة افرحي يا ملكة السماء مطلا من نافذة القصر الرسولي على ساحة القديس بطرس حيث احتشد الحجاج والمؤمنون. وتحدث الأب الأقدس قبل تلاوة الصلاة عن حزن ويأس التلاميذ المجتمعين في العلية، في مكان مغلق، عقب موت يسوع، إلا أن يسوع القائم قد ظهر لهم في أوضاع الخوف هذه ونفخ فيهم وقال” خذوا الروح القدس. وتابع البابا أن يسوع أراد هكذا أن يحرر تلاميذه من الخوف، الخوف الذي جعلهم يحبسون أنفسهم في ذلك المكان، يريد أن يحررهم ليكونوا قادرين على الانطلاق كي يصبحوا شهودا ويعلنوا الإنجيل. هذا ما يفعل الروح القدس، أضاف قداسة البابا، يحرر من الخوف.
وأراد البابا فرنسيس التوقف هنا عند ما وصفه بالانغلاق الداخلي لدى التلاميذ بعد أن تحطمت أحلامهم وتبددت آمالهم مع موت المسيح. وتابع أننا نحن أيضا نقوم مرات كثيرة بهذا الإنغلاق الداخلي أمام وضع صعب أو مشكلة شخصية أو عائلية أو المعاناة أو جراء ما نتنفس من شر حولنا. وهكذا يهددنا خطر الانزلاق ببطء إلى فقدان الرجاء وتنقصنا الشجاعة من أجل السير قدما، فننغلق على أنفسنا، ننغلق داخليا، ونحبس أنفسنا في متاهة المخاوف. وحذر الأب الأقدس من هذا الانغلاق الذي يجعلنا نسمح للخوف بأن تكون له الغلبة، وشدد بالتالي على أن الخوف يصيب بالشلل ويعزل الأشخاص. وأعطى هنا مثلا الخوف من الآخر، من الغريب، ممن يفكر بشكل مختلف، كما وهناك اخوف من الله أيضا. وأكد البابا فرنسيس بالتالي على أن فسح المجال أمام المخاوف يؤدي إلى إغلاق الأبواب، أبواب القلوب والمجتمع، بل وأبواب الكنيسة أيضا.
ويقدم لنا الإنجيل حل يسوع لهذا الأمر، الروح القدس، الذي يحررنا من سجن الخوف. وتابع أن الرسل حين أخذوا الروح القدس خرجوا وتوجهوا إلى العالم لإعلان النبأ السار، فبالروح القدس تُتجاوز المخاوف وتُفتح الأبواب. وسلط قداسته الضوء على أن الروح القدس يجعلنا نشعر بقرب الله فيُبعد الخوف بمحبته وينير الطريق، يعزي ويعضد أمام الشدائد. ودعا الأب الأقدس بالتالي إلى التضرع طالبين الروح القدس لنا وللكنيسة وللعالم، وذلك كي تَسحق عنصرةٌ جديدة المخاوف وتوقد نار محبة الله مجددا.
هذا وعقب تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء دعا البابا فرنسيس إلى الصلاة من أجل سكان المناطق الحدودية بين ميانمار وبنغلاديش والمتضررين من الإعصار، كما ووجه الأب الأقدس نداءً إلى المسؤولين من أجل تسهيل الحصول على المساعدات، كما ودعا إلى التضامن الإنساني والكنسي. تحدث البابا أيضا عن تنظيم لحظات صلاة في نهاية الشهر الجاري في جميع المزارات المريمية في العالم، وذلك من أجل دعم الجمعية العامة القادمة لسينودس الأساقفة. أشار البابا أيضا إلى الذكرى الـ ١٥٠ لوفاة الكاتب الإيطالي الكبير اليساندرو مانزوني. ثم أوكل في الختام إلى العذراء مريم تطلُّع شعوب كثيرة في العالم إلى السلام، وخاصة شعب أوكرانيا المعذبة.