إنّ وحدة الله والإنسان في يسوع المسيح ، هي من التأكيدات المسيحانيّة في الكتابْ. يقول اللاهوتيّ كاسبر : " إنّ خصوصيّة يسوع الأرضيّ ، أنه يتكلّم ويعمل، كمَنْ يحلّ محلّ الله . إنّه ملكوت الله الذي يمنح ذاته شخصيّا . ولكنّ الله ، لا يعملُ في محبّته، مارّا بجانب الإنسان أو من فوق رأسه . ومجيءُ مكلوت الله ، هو التعبير عن أمانة الله لخلقهِ ولعهدهِ مع الإنسان ، لذلك هو يأتي في " هيئةٍ بشريّة تاريخيّة واقعيّة " ويقول أيضا كاسبر، بذلكَ لا يستعبدُ حريّة الإنسان ، بل يتبنّاها ".
نقرأ في إعترافات المسيحيّين الأوّلين بالإيمان الحقّ، إنّها إعترافات وتأكيدات هويّة : يسوع هو المسيح ، يسوع هو الربّ ، يسوع هو إبن الله .
إنّ تأكيدات الإيمان هذه ، قد تصطُدم البعض ، وتوقعهم في حيرة ٍ وشكّ ! ، وقد يشعرٌُ البعض ، لأوّل وهلةٍ ، إنّ مَنْ ترجعُ إليه هذه المقولات ، هو شخص الإنسان يسوع الناصريّ ، ولا يكونُ هنا لتسمية " إبن الله " سوى دور مجرّد (صفة) . وهنا يجبُ أن نقرأ التأكيدات في إتجاهٍ معاكس: إنّ ما هو إبن البشر ، ومَنْ هو ، يُترجمَه يسوع . والشرعيّة الحسيّة لهذا العكس للمقولة ، تقوم على موضوع "رسالة الفصح" . هذه الرسالة تؤكّد ، أنّ المصلوب موجودٌ تمامًا وفقط ، من الآن فصاعدًا ، بقوّة أمانة الله الخالقة. والتماهي بين المصلوب والقائم لا تقوم على أرضيّة الطبيعة البشريّة المحفوظة ، وإنّما فقط على أمانة الله الخالقة.
هناك نمطي وجود مختلفين ، بالنسبة إلى شخص واحد بذاته ، إقرأ الرسالة إلى الفيلبيّين للقديس بولس (فيلبّي 2 : 1 – 11) .. " هو الذي كان قائمًا في صورة الله ، يدخلُ في حالة العبوديّة البشريّة ، تحت سلاطين العالم. وفي رسالة روميّة 1 : 3 ، يتكلّم كذلك عن بعدين يعبرهما إبنُ الله الوحيد : بُعد الجسد ، وبُعد الروح . والصيغ الإرساليّة في غلاطية 4 : 4 ، وروميّة 8 : 3 تكرّر هذه الصيغ ، المتناقضة في الظاهر : إنه هو هو ، ذاكَ الذي بكونهِ إبنا أزليّا ، أرسله الآب ، والذي في الزمن، ولدَ من إمرأة .
يتبعُ
زينيت