وتحت عيون كل أب وأم، قريب وصديق. عيون تبحث وتفرح برؤية رجل او امراة المستقبل، إضافة الى الانخراط في سوق العمل بعد ليال طويلة من السهر، التعب والدراسة.
مع »فوج الجوقة الغربية لكلية الموسيقى في الجامعة« وهو الاسم الذي أطلقه رئيس الجامعة على دورة المتخرجين، اختتمت جامعة الكسليك عامها الجامعي خلال حفل التخرج الذي دعا اليه رئيسها الأب هادي محفوظ، برعاية رئيس جمعية المصارف اللبنانية د.فرنسوا باسيل، وحضور وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، العقيد بشارة الخوري ممثلا وزير الدفاع الياس المر، رئيس مكتب أمن عام كسروان النقيب بيار نمر، وحشد من الشخصيات الروحية، التربوية، العسكرية والأمنية، الى أهالي الطلاب الذين غصـّت بهم باحات الجامعة، فتابع معظمهم الحفل عبر الشاشات الكبيرة.
قدّمت الحفل الزميلة جويس الحاج، وكانت صلاة البركة لرئيس عام الرهبانية المارونية الأباتي الياس خليفة عن نية الجامعيين والمتخرجين. بعدها، القى الاب محفوظ نظرة ولمحة عن ماضي الجامعة، تاريخها ورسالتها التربوية، أكّد خلالها »أن الهدف ليس التغنّي بل التأكيد على أن عمل الحاضر يستلهم دوماً هذه القيم من الماضي«. وتابع متحدثا عن الجهود التي ضاعفتها الجامعة، و»تضاعفها الآن ايضاً من أجل اكتشاف مكامن الضعف والقوة في العمل الجامعي، بغية التحديث والتطوير«. كما أشار الى وجود ورشة كبيرة في الجامعة في اتجاهين »الأول هو رسم خطة هندسية للسنوات العشر المقبلة، والثاني هو رسم خطة العمل الجامعي من حيث الإدارة والبرامج والتكنولوجيا للسنوات الثلاث المقبلة«. ولفت محفوظ الى »وجود أمور تكنولوجية عديدة وحديثة عند بداية السنة الجامعية القادمة، »تسهيلاً لحياة الطالب فيها«. وأعلن عن تعميق العلاقات الدولية المنشأة لمساعدة المتخرجين، الى جانب افتتاح مكتب فرص العمل العام القادم…
واشار المتحدث الرئيسي د.باسيل خلال كلمته الى انه »لم يعد يكفي أن تكون الجامعة انعكاساً لواقع القوى السياسية او الاجتماعية في لبنان، أو لواقع السوق«، لأن في ذلك تنازلاً ليس فقط عن استقلاليتها بل أيضاً وبخاصة عن جوهر رسالتها«. كما رأى باسيل أن أهم تغيّر تحدثه هو »ذاك الذي يطاول البنية الذهنية للإنسان والمواطن«.
وأضاف: »إن يوم التخرج ليس نهاية المطاف إنما بداية مشوار طويل مع الحياة، فـ»حذار الانسياق وراء ظاهرة التسيب السائدة في مجتمعنا، حيث الكل ميال الى الكسب السريع، والى تناسي مبادئ النزاهة والشفافية في التعاطي مع الذات والآخرين، والى تجاهل قواعد المساءلة والمحاسبة في الحياة المهنية والعامة. أحسنوا التمييز بين الحق والباطل، بين الايمان والتعصب، بين التبعية والاستقلالية، بين مقتضيات الانتماء الفئوي وواجبات الانتماء الوطني، بين التعلق بالأرض والتشتت في الغربة«.
وقبل أن يتسلم المتخرجون شهاداتهم، كانت كلمة باسم الطلاب ألقتها نادين زلاقط من كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية، فتساءلت عن اي عرفان بالجميل نعلقه اليوم وساماً على صدر الرهبانية اللبنانية المارونية وهي التي علقت أوسمة القداسة على صدر لبنان، ولم تكتف بفتح أبوابها على مصراعيها لطلاب العلم والمعرفة بل نشرت مناراتها في رحاب الوطن فأضحت هي الوسام، فباسمي وباسم متخرجي الجامعة نهدي شهاداتنا الى من هو في قلب القلب ونقول بالفم الملآن لبنان نحن لك«.
وسلّم الأب محفوظ درعا تكريمية للدكتور باسيل. كما تخلل حفل التخريج إنشاد أغان وطنية وتراثية للطالبة عبير نعمة وعازف البيانو ميشال فاضل.
مايا أبو صليبي- جريدة السفير 28.07.2008