{mosimage}قدّم صف التخرّج في مدرسة الجالية الأميركية (ACS) هدية لمدرسته هي عبارة عن إذاعة «FM» تبثّ الموسيقى في أرجاء الكافيتيريا. ويعمد المؤسسون إلى استمزاج التلامذة لإرضاء جميع الأذواق
نرافق كريم قمبرجي، التلميذ في مدرسة الجالية الأميركية (ACS) إلى الطبقة الرابعة من مبنى المدرسة. يقودنا إلى غرفة الإذاعة الجديدة « FM 09» الملاصقة لغرفة النشرة الطلابية الشهرية (bé ألف). يسارع الشاب إلى الشرح أنّ المكان لا يحتاج إلى أكثر من جهازي كومبيوتر ومكبرات للصوت و«سمّاعات» وجهاز «mixer» صغير «بيلعب 12 أغنية وفينا نحكي بواسطة الميكروفون». يتحدث الشاب بحماسة عن مشروع بات حقيقة واقعة بعد ساعات وساعات من العمل أمضاها وصديقه داني أبو كلام ليستمتع رفاقهم بسماع الموسيقى خلال الفرصتين. لا يتجاوز أثير الإذاعة القاعة الزجاجية لكافيتيريا المدرسة لكنهم «يبثّون موسيقى إنكليزية جميلة نسمعها عادة في بيوتنا»، تقول سارة عقيل. «بس بأول فرصة ما كانت الأغاني مشهورة»، تعلّق سالي أيوب التي أعجبتها الفكرة «لأنها تعشق الموسيقى». ويشكو فيصل عفيفي من ضيق المكان ما يجعل الصدى قوياً ويأمل أن يمتد الأثير ليشمل الباحة المجاورة للكافيتريا. أما المؤسسون فسيستخدمون المحطة في إحياء كرنفال المدرسة والمناسبات… وإجراء المقابلات على الهواء.
كيف بدأت الفكرة؟ يستعيد كريم جو حفلة عيد البربارة في أواخر تشرين الأول الماضي حيث لفته تفاعل الطلاب مع موسيقى بثت في أرجاء الكافيتيريا. ففكّر بمشروع الإذاعة ليكون «class gift» أو هدية صف التخرّج وهو تقليد جديد يقضي بأن يقدم تلامذة الصفوف النهائية هدية عربون وفاء للمدرسة. وأعدّ مخططاً لمشروعه بمساعدة زميله داني، «المهووس» بالكومبيوتر والتكنولوجيا ضمّناه تكلفة المشروع التي بلغت نحو 3500 دولار. نال المخطط موافقة مدير القسم الثانوي ومدير المدرسة بعد التزام عدم بث موسيقى مرتفعة أو كلام بذيء يسيء إلى الصرح التربوي. عندها راح الشابان يبحثان عن مصادر التمويل عبر تنظيم حملة تبرع داخل الصف الذي يضم 84 طالباً. سمحت الحملة بجمع 1400 دولار، أضيفت إليها مساهمة رئيسة مجلس الأمناء المادية. أما المدرسة فقدمت الدعم التقني عبر قسم المعلوماتية (IT) والمعنوي والعيني عبر مكتب التنمية وشؤون المتخرجين. وبما أنّ كريم يلعب «الساكسوفون» ويتابع الفيزياء والموسيقى في البكالوريا الدولية اهتم بالشق التقني والمعدات الضرورية ومد الأسلاك، فيما عالج داني المشاكل المتعلقة بالكومبيوتر. واطلع الشابان على القوانين التي ترعى هذا المجال.
لماذا «FM 09»؟ يقول داني: «لأننا متخرجو العام الدراسي 2008-2009، ونريد أن نترك بصمة كي تتذكرنا الأجيال الأخرى. وللمناسبة أنشأنا نادياً للإذاعة وندرّب التلامذة ليأخذوا مكاننا». يطمح كريم وداني إلى متابعة دراستهم الجامعية في مجال الهندسة لكونه اختصاصاً يشبع رغباتهما. أما اليوم فبات الشابان معروفين بين التلامذة لدرجة أنّ «كل من لديه مشكلة في الكومبيوتر يذهب إلى داني لحلها»، يقول كريم.
وأحيا حفل افتتاح الإذاعة أحمد عجم أو «DJ Majam»، المتخرّج من المدرسة عام 2000 والذي «ساعدنا في حل بعض المشاكل». يذكر أنّ عجم كان يفكر في تنفيذ مشروع مماثل من دون أن يصل إلى خواتيمه المرجوة.
يعد كريم قمبرجي بتوسيع المشروع بحيث «سنعمد إلى اختيار كل يوم نوع موسيقى مختلفاً كي نرضي جميع الأذواق». يجري ذلك بناءً على طلب «الجماهير» الذين بدأوا يتهافتون إلى مقر الإذاعة منذ اليوم الأول لانطلاقة البث الأسبوع الماضي.
فاتن الحاج- جريدة الأخبار 20.03.2009