لكن لا شكّ في أنّ فاعلية هؤلاء المدونين تراجعت مع استحالة الدخول إلى موقعَي «فايسبوك»، و«تويتر» طيلة الأسبوع الماضي. هنا، برزت مجدداً مجموعة Anonymous. قد يبدو اسم هذه الأخيرة مألوفاً لكلّ من تابع عمليات القرصنة التي تعرّضت لها المواقع المناهضة لـ«ويكيليكس» نهاية العام الماضي. إذ تبنّت المجموعة هذه العمليات، معلنةً أنها ستستهدف كل من يمنع نشر الوثائق أو يعرقل عمل موقع التسريبات الشهير.
وبعد «ويكيليكس»، عادت المجموعة لتضرب من جديد خلال «ثورة الكرامة» في تونس: اخترقت موقع «الوكالة التونسية للإنترنت» وغيرها من المواقع الحكومية، أو تلك التي أسسها مقربون من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واليوم عاد «المجهولون» ليطلّوا برؤوسهم، لكن من بوابة مصر. هكذا كتبوا على صفحتهم الخاصة على «فايسبوك» رسالة موجّهة إلى «كل الأحرار في العالم» طالبين المساعدة في قرصنة المواقع الحكومية المصرية، من خلال تنزيل برنامج خاص «يمكّن أي إنسان من المشاركة في هذه التحركات الإلكترونية». وقد أطلق هؤلاء القراصنة على نشاطهم «عملية مصر Operation Egypt». وبالفعل نجحت خطّتهم، فتمكّنوا من تعطيل عمل مواقع عدد من الوزارات المصرية لفترة قصيرة، بينها موقع وزارة الداخلية، ووزارة الاتصال.
لكن من هم هؤلاء؟ وما هي أهدافهم؟ تبدو الإجابة عن هذين السؤالين مستحيلة بسبب إصرار جميع أعضاء المجموعة على إبقاء هوياتهم سرية، واستخدام أسماء مستعارة، وإن كانوا يرددون أن لا خلفيات سياسية لديهم «بل نسعى لتأمين حرية التواصل عبر الشبكة العنكبوتية في كل أنحاء العالم». وقد وعدت مجموعة Anonymous بعمليات جديدة، «تستهدف كل أعداء الحرية في مختلف الدول».