أحيت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) ذكرى الراحلة والرئيسة السابقة “لنادي الرئيس” في الجامعة منى شمالي خلف، إحدى النساء الرائدات في الجامعة وفي لبنان، في حفل أقيم في “أوديتوريوم بطحيش” في قاعة “وست هول” في حرم الجامعة.
أعقب الحفل معرض وإطلاق كتاب أنتجه “نادي الرئيس” في الجامعة بعنوان “قصص نساء الجامعة الأميركية في بيروت”، يتم تسليط الضوء من خلالهما على مجموعة من خريجات الجامعة الأميركية في بيروت اللواتي صنعن فرقا وتركن أثرا في هذا العالم.
حضر الحفل إلى جانب أفراد أسرة الراحلة، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين، السيدة منى الياس الهراوي، بالإضافة إلى عدد كبير من أهل السياسة والإعلام والثقافة ومهتمين. ومن الجامعة حضر رئيسها الدكتور فضلو خوري، ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي بالإضافة إلى نواب الرئيس والعمداء والمدراء وأساتذة الجامعة والعاملين فيها.
حصري
بداية تحدثت رئيسة نادي الرئيس الحالية أوجينيه سعد حصري، والتي أمضت سنوات من العمل الخيري مع خلف كأعضاء في مجلس إدارة النادي. قالت، “كانت منى امرأة استثنائية، وخبيرة اقتصادية، وناشطة ومستشارة مستقلة في قضايا الجندر وحقوق المرأة، وفي مقدمة ذلك عضو متفاني ومكرس في نادي الرئيس الذي خدمته لسنوات عديدة ثم ترأسته من عام 2011 حتى كانون الثاني 2018 لحظة موتها المفاجئ.” وأضافت، “بصفتنا نادي الرئيس، مهمتنا هي تحسين تجربة الطلاب ونوعية الحياة في الحرم الجامعي. لقد احتضنت منى تلك المهمة وكرست وقتها مع زملائها أعضاء اللجنة التنفيذية لتطوير مشاريع للقيام بذلك بالتحديد.”
وذكرت حصري بعض المشاريع التي عملت عليها خلف، بما في ذلك إعادة تأهيل مداخن مكتبة يافث، وإعادة تأهيل الملعب الرياضي وصالة الطلاب والكافيتريا في مدرسة الزراعة في وادي البقاع، بالإضافة إلى قائمة طويلة من المساهمات للمجتمعات والمجموعات الطلابية المختلفة. إضافة إلى ذلك، فإن التفاني والعمل الجاد الذي قامت به خلف، جعل من “الوحدة عبر التنوع خلال 150 عاما”، المعرض الذي احتفل بالعام ال 150 للجامعة الأميركية في بيروت، حدثا ناجحا.
يذكر بأن خلف كانت قد بدأت بالعمل على مشروع “نساء الجامعة الأميركية في بيروت” في عام 2017، ولكن للأسف، لم يتح لها إتمام ذلك المشروع بسبب وفاتها المفاجئة. وقد تمت المحافظة على هذا المشروع كما تركته خلف، وتنفيذه بتعديل واحد فقط، وهو إضافة سيرة منى خلف إلى قائمة النساء البارزات في الجامعة الأميركية في بيروت. وأعلنت حصري أنه ستكون هناك محاولة لمواصلة العمل الذي قامت به خلف على هذا المشروع في مرحلة ثانية، قائلة، “كما تعلمون، فإن النساء البارزات في الجامعة الأميركية في بيروت كثيرون ولا يمكن جمعهن في معرض واحد وكتيب واحد”.
خوري
أما رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري فتحدث عن مزايا وأعمال الراحلة، وعن الكتاب الذي سيستلمه الحضور خلال المعرض، والذي عملت عليه خلف في آخر أيامها وتم تنفيذه بعد وفاتها، فقال: “كما تذكر في المقدمة، هؤلاء هم البعض بين العديد من النساء البارزات، والعديد من هؤلاء النساء هن هنا اليوم، والكثير غيرهم لم يتم ذكرهن. لقد كان هذا العام قاسيًا على وجه الخصوص مع خسارة اثنتين من النساء المتميزات مثل منى شمالي خلف وإميلي نصر الله. لكنه يذكرنا بأهمية الجامعة الأميركية في بيروت في القيام بدور قيادي في تمكين المرأة.”
وأضاف: “هي شخص أظهر الخدمة في القيادة، التي وضعت نفسها جانباً من أجل الصالح العام: من أجل عائلتها، ومن أجل مجتمعها، ومن أجل بلدها، وما وراء ذلك. وقد جاء هذا مع أسلوب من الأناقة والاكتراث ونكران الذات الذي كان من الصعب للغاية ملاحظته. إن الأشخاص الذين يحاولون عدم إثارة إعجابكم، معظمنا سيدرك، أنهم في الغالب أكثر الأفراد إثارة للإعجاب.”
كما تحدث خوري عن موهبة خلف المذهلة في المثابرة قائلاً، “مايا أنجيلو، التي أحبت منى أن تقرأها من حين لآخر، تقول:”قد نواجه الكثير من الهزائم، لكن لا يجب هزيمتنا.’ وأعتقد أن هذا شهادة لامرأة مدهشة، لم تهزم أبداً: بسبب المرض، الداء، التحديات، الحرب، الوقت، عدم تمكين النساء، التحديات في الأوساط الأكاديمية، وفي الحياة المجتمعية لبلد يعيد البناء بعد الحرب – رفضت أن يهزمها أي شيء، وهي شهادة باقية لشخص استمر من أجل الصالح العام، بغض النظر عن العوائق”.
منى الهراوي
وعملت منى خلف عن كثب مع السيدة الأولى السابقة منى الهراوي خلال مسيرتها المهنية. وتحدثت الهراوي واصفة خلف ورحلتهما معا، قائلة، “لقد أصابتنا خسارة منى المفاجئة بعمق. غادرت بالطريقة الذي عاشت بها، في كرامة وصمت، بابتسامتها اللامعة والصورة التي ستبقى محفورة في ذاكرتنا. اليوم، أود أن أشيد بمنى، الامرأة ذات الكفاءات المتعددة. كانت منى امرأة ممتازة. كانت خبيرة اقتصادية رائعة، ملتزمة للغاية بقضايا الجندر والتنمية من خلال مسيرتها المهنية ومشاركتها الشخصية. كانت امرأة مجتهدة ومحسنة، التي أسست نفسها من خلال نفوذها وإنسانيتها. كانت امرأة طيبة القلب، وزوجة، وأم مثالية تتمتع بفضائل أخلاقية عالية”.
ثم قالت، “أود أيضا أن أحيي منى، المرأة الديمقراطية والوطنية، التي كرست نفسها لتعليم الأجيال الشابة، والقتال من أجل حقوق الإنسان، وتعزيز الثقافة.” وأضافت: “ما كان مؤثراً للغاية في طبيعة منى هو قدرتها على التحمل في المواقف الصعبة، وشجاعتها واقفةً في وجه المصائب وصمتها الكبير وتواضعها.”
كلمات
كما تحدث كل من العضو المؤسس وسكرتير اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديمقراطي أنطوان حداد، والأمينة العامة السابقة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو سلوى السنيورة بعاصيري، اللذان عملا مع خلف لسنوات.
إبن الرحلة
وفي الختام، كانت كلمة إبن الراحلة الدكتور أمين خلف الذي قال: “لم تكن حياة منى سهلة، لكنها عاشت حياة وفيرة. تعاملت مع كل التحديات التي واجهتها بها الحياة مع كمية هائلة من السماحة. أعلم أنني لست الوحيد في هذه الغرفة الذي سيفتقدها بشدة. سأفتقد ابتسامتها، سأفتقد استشارتها، صدقها، حسَها الفكاهي، سوف أفتقد رؤية الجدَة مع أطفالي، وسأفتقد القيام بالتدقيق اللغوي لجميع خطاباتها لنادي الرئيس. وبصفتي خريج الجامعة الأميركية في بيروت وشخص يحب أيضا ويهتم بشدة بهذه المؤسسة، فإنني أحثنا جميعاً على مواصلة السير على الطريق الذي اشتهرت به منى والقيام بذلك بشغف واحترام وغاية”.
المعرض
ثم انتقل الجميع إلى معرض “قصص نساء الجامعة الأميركية في بيروت” الذي يستمر حتى 16 نيسان 2018 في صالة عرض بنك بيبلوس للفنون، في مبنى أدا دودج هول في حرم الجامعة.
وطنية