لقد أصبحنا في عالم متأثر جدا بوسائل الإعلام والاعلان التي تقولب تصرفات الافراد والجماعات وتصوغ أفكارها ومشاعرها، وأساليب عيشها في السياسة والاقتصاد والفنون والتربية والعلوم ومختلف ميادين الحياة. هذه الوسائل تؤثر في الضمائر مثلها – إن لم يكن أكثرمن ذلك – مثل وسائل التربية والتعليم في دوائر العائلة والمدرسة والمؤسسة الدينية.
أمام مسألة بمثل هذه الخطورة هل يجوز الوقوف مكتوفي الايدي وترك مصائر الانسان المعاصر والاجيال الصاعدة من أبناء البشرية وأبنائنا، بين أيدي فئة قليلة من الشركات وأصحاب المال والنفوذ المحكومين غالبا بذهنيات تقوم معاييرها على الربح والسيطرة والمتعة والمصالح المادية ، بعيدا عن النظرة الكريمة الى الانسان ؟ . كيف نبرز الدور الثقافي والتربوي لوسائل الإعلام في لبنان؟ كيف نميز بين برنامج جيد يربي ويثقف وبين اخر سيء يسوق للعنف والكراهية؟ من يتصدى لاعلانات التبغ والكحول التي تقدم لشبابنا كل الاغراءات؟ من يقف في وجه برامج تافهة ومسطحة المضامين تغزو شاشاتنا؟ على مَنْ تقع مسؤولية لفت وسائل الإعلام الى احد ادوراها الرئيسية الا وهو الدور التربوي والثقافي والذي يغيب الى حد بعيد عن معدي البرامج عندنا؟ هل من المسموح ان نعرض اي شيء في اي وقت كان لمجرد ان مردوده الاعلاني كبير؟ ماذا يشاهد اولادنا على شاشاتهم واي قيم تسوق هذه الشاشات؟ هذه الاسئلة تطرح نفسها بقوة في مجتمعنا وتفترض الاجابة عنها.لذلك كان السؤال من قبل الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (اوسيب لبنان): من أين نبدأ؟ وماذا يمكن أن نفعل على هذه الجبهة الإعلامية التربوية؟نتيجة لسلسلة لقاءات جمعت بين القيّمين على الاتحاد ومجموعة من الإعلاميين والإعلاميات والخبراء في حقل وسائل الإعلام، تمّ الاتفاق على ضرورة القيام بمبادرة عملية باتجاه تشجيع الإنتاج الإعلامي الجيّد، والتصدّي، في المقابل، للإنتاج الإعلامي السيّء.من هنا كانت الفكرة لإطلاق مشروع تقييمي بعنوان: " Bonus-Malus وسائل الإعلام.:Bonus هي علامة جيدة تعطى للانتاج الإعلامي الجيّد.Malus: هي علامة سيئة تعطى للانتاج الإعلامي السيئ.مع الحرص على تغليب طابع النقد البناء الذي يسهم في الاصلاح لا في التشهير والتجريح، وعلى تقديم مطالعة تبرز العناصر التي استندت اليها اللجنة لوضع علامتها. ينطلق هذا المشروع من اقتناع ورغبة لدى المنظمين بضرورة بعث دينامية وروحية داخل الجسم الإعلامي والانتاج الإعلامي في لبنان، وذلك تجاوبًا مع أكثر من توصية أو صرخة ومن بينها تعاليم الكنيسة الجامعة والمحلية، ومؤتمرات ومؤسسات عالمية وعربية ومواثيق شرف مهنية، تجمع كلها على تشجيع ثقافة الإعلام المسؤول، وحث وسائل الإعلام هذه على الاضطلاع بدور إيجابي في التربية الى جانب المدرسة والعائلة، والاسهام بالإعلام التربوي بمعانيه الواسعة، المتصلة بتنمية الوعي الإعلامي والحس الانتقادي المنفتح والمرن في نفوس الأجيال، على أساس من القيم المهنية والأخلاقية الانسانية.يستند الاختيار، في عملية تقييم الانتاج الإعلامي الجيد أو السيىء BONUS –MALUS على معايير وقيم أساسية أهمها:الدور التربوي والثقافي لوسائل الإعلام،تعزيز الكرامة الإنسانية، أساس حقوق الإنسان، ولا سيّما الحق بحرية الإعلام والتعبير، تعميم فضائل اجتماعية ومهنية وقيم لبنانية أصيلة: العدالة والسلام والحقيقة، والتضامن والتسامح، والود، وانماء روح المواطنة، والعلاقات السليمة بين أفراد الأسرة، وتعزيز الثقافة والتراث بما فيه الفولكلور، والترفيه الذي يسهم في تفتح طاقات الذوق والابداع والعبقرية الانسانية باتجاه قيم الحق والخير والجمال.الجرأة في الدفاع عن هذه القيم في وجه ما يناقضها من ظلم وعنف وتعصب وكراهية، وتضليل وتلاعب بالعقول، وابتذال وتفاهة وإباحية.تفترض آلية إعداد الجائزة وإعلانها: أن يعيّن فريق من الإعلاميين والإعلاميات والخبراء في وسائل الإعلام من مختلف القطاعات والمؤسسات لرصد النشاط الإعلامي في لبنان، وذلك وفق المعايير المحدّدة، تمهيدا لاقتراح مواقع الاستحقاق ومواضيعه وشروطه، في كل من قطاعات الإعلام الرئيسة: التلفزة والإذاعة والصحافة بالاضافة الى قطاع الاعلان، من دون استبعاد القطاعات الاخرى. أن يتم اعداد تقرير سنوي عام يواكب النشاط الإعلامي. يسبق عملية التقييمم ويسهم في تيسيره وتحقيق طابعه المهني والمنهجي والتنموي.دعوة وسائل الإعلام اللبنانية إلى ترشيح أعمالها وبرامجها التي تعتبرها مستوفية لشروط الجائزة لتختار اللجنة منها.أن يتم سنويًا اختيار لجنة حكم من بين المشهود لهم بعمق الخبرة والدقة والنزاهة المهنية إلى جانب الفريق التأسيسي الممثّل للقطاعات الثلاثة. اشراك المجتمع المدني لاسيما الجمعيات المدنية وجمعيات الامهات في هذا العمل.اشراك المشاهدين والمستمعين والقراء في عملية الاختيار والتصويت.
يجري الإعلان عن الجائزة الإعلامية في إطار معرض الإعلام المسيحي السابع 2008 (27 ت2- 7 ك1 2008) بشكل احتفالي يشارك فيه الجسم الإعلامي والمربّون والمثقفون وجمعيات المجتمع المدني.