تبرز صياغة الحداثة في العالم العربيّ المسلم إشكاليّة مأساويّة ومعقّدة على السواء: مأساويّة، لأنّ هذه الصياغة مصابة بإعاقة بالغة، ومعقّدة، لأنّ فهمها لا يتعلّق بعامل واحد، بل بالأحرى بعدّة عوامل ذات طبيعة داخليّة المنشأ وخارجيّة المنشأ، والتي تتشابك ويرتبط الواحد منها بالآخر. تعمل انطلاقًا من محتوىً محدّد جيّدًا وتصبح مرئيّةً في إطار ديناميكيّة متشعّبة، من خلال أنماط أفعال وردّات ...
السينودس : مداخلة السيّد حوزيف بطرس فرح
باسم كاريتاس لبنان، أشكر دعوتي للمشاركة في هذا السينودس، وأجد فيها تعبيرًا واضحًا من خليفة بطرس عن ثقته وعن تقديره لعمل كاريتاس الرعوي الإجتماعي، الذي انتدبتها له الكنيسة، ونأمل في أن تتمكّن كاريتاس، المتواجدة بشكلٍ فاعلٍ في كلّ دول الشرق الأوسط، من رفع عملها وتفعيله وتطويره، بوحي من تعاليم الكنيسة الإجتماعيّة، ومن خلال التفاعل والتنسيق والتضامن بين جميع أعضائها في ...
السينودس : مداخلة السيّدة جوسلين خويري رئيسة الحركة المريمية
أرغب في التوقّف على مفهوم الـ"حضور" كما يشار إليه في ختام الخطوط العريضة. بصفتي امرأة تنتمي إلى الكنيسة في العالم العربيّ والشرق أوسطيّ أعتبر أنّه بنوعيّةِ حضورنا كمسيحيّين ترتبط إلى حدٍّ كبير استمراريّةُ حضورنا أمام الربّ مخلّصنا وأمام أخوتنا في المنطقة. تؤكّد خاتمة النصّ على أنّه يمكن لهذا الحضور أن يصبح هامًّا وذا شأنٍ تبعاً لتصرّفنا. أعتقد بأنّنا مدعوّون لأن ...
السينودس : مداخلة البروفيسور أغوسطينو بورُّمِيو
سوف تتركّز مداخلتي على موضوع الهجرة ("ورقة العمل"، فقرة 43-48). من البديهي أن تكون ظاهرة الهجرة من بلدان الشرق الأوسط محدّدة بعوامل لا تستطيع حتّى الكنيسة –كما يُشَدّد على ذلك في الفقرة 44- التدخّل بفعاليّة في ما يتعلّق بها. أبعد من المساعدات التقليديّة للكنائس، هناك إستراتيجيّات جديدة قد يمكن وضعها في العمل لتحسين شروط الحياة لمصلحة المسيحيّين. أذكر بعض أمثلة: ...
السينودس : مداخلة الدكتور إبيفان بيرنارز. سابيلاّ
بوسع مثال رسل السيّد المسيح الإثني عشر المنطلقين لإعلان البشرى السارّة أن يكون مثالنا في كنائس الشرق الأوسط. فقد كانت "خطّة عملهم" أن يشهدوا لحياة وموت وقيامة يسوع المسيح. وهذا بالضبط "خطّة عملنا " نحن اليوم . فالكنيسة في الشرق الأوسط مكوّنة من جماعة ذات تقاليد متعدّدة وغنيّة، وطقوس وإمكانيّات، وكلّنا معا مدعوون لنكوّن خطة مشتركة من العمل ، وتهدف ...
السينودس : مداخلة المطران جوزبّي ناتسارو، فرنسيسكانيّ، أسقف فورما
إنّ النيابة الرسوليّة في حلب تعتني رعويًّا بالمؤمنين ذوي الطقس اللاتينيّ الذين يعيشون في الجمهوريّة العربيّة السوريّة. ترجع أصول هؤلاء المؤمنين إلى عهد الجمهوريات البحريّة الإيطاليّة: البندقيّة، جنوا، بيزا وأمالفي. كان تُجّار هذه الجمهوريّات قد أقاموا في حلب، المدينة الاستراتيجيّة الواقعة على طريق الحرير التي كانت تقود إلى الشرق الأقصى، محطّاتهم التجاريّة، ومع الزمن استقرّوا في هذه المدينة بطريقة ثابتة. ...
السينودس : مداخلة الأرشمندريت جان فرج
أكتفي بأن أنقل إليكم الخبرة الصغيرة لرهبانيّة المخلّص الباسيليّة؛ يقع ديرها الأم، وهو، بعمر 300 سنة، في الشوف في منطقة تعرف بتعدّديتها الطائفيّة (يسكنها دروز، مسلمون ومسيحيّون). إليكم في بعض كلمات، المبادئ التي ألهمت عملنا: المحبّة: محبّة القريب، وإن كان مختلفًا، فتحت لنا الكثير من الأبواب المغلقة، وضمِنت لنا الاستمرار خلال 300 سنة. المغفرة: ستّ مرّات نُهبنا، دمرّنا، قذفنا بالقنابل، ...
السينودس : مداخلة المطران توماس أوسمان، كبّوشيّ، أسقف بارنتو
نعيش نحن أيضًا في أوضاعٍ شديدة الصعوبة بفعل سلسلةٍ من المشاكل البيئيّة والاقتصاديّة والسياسيّة العاجلة. وبلا شكّ، تشكّل خبرة الشركة الأخويّة التي سُمِح لنا بعيشها هذه الأيّام، نحن المجتمعين حول الأب الأقدس، هبةً من الروح المعزّي لكلّ جماعاتنا في إريتريا. إنّ لحضور كنيسةٍ إفريقيّة ككنيستنا، إثيوبيّة وإريتريّة، في إطار سينودسٍ بموضوع "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط"، الكثيرَ من المعاني. نحن ...
السينودس : مداخلة المطران باتريك ألثام كلّي، رئيس أساقفة ليفربول
مع بداية السينودس، أشركنا الأب الأقدس بإلهام وقيادة التعليم المقدّم لهذا السينودس، من مجمع افسس عام 431، مريم أم الله ، ثيوتوكس. وهذه القناعة، التي يحقّقها الروح القدس، تتطلب أشكالاً جديدة من التفكير. واللقاء مع أحداث الشخص، الكلمة الذي صار جسدا، قد حطّم أشكالا قديمة من الملاحظة والفهم والحكم والقرار. أمّا الهموم الناشئة من هذا السينودس، فهي معروفة بتأكيد أكبر، ...
السينودس : مداخلة المطران يوسف كلاّس
عرف مسيحيّو الشرق الأوسط مصيرًا مختلفًا عن مصير جميع مسيحيّي العالم: لم يكن لهم قط دولتهم الخاصّة، ولكنهم بإنتمائهم إلى عائلات خاصّة، ظلّوا باستمرار في حالة من عدم الأمن بسبب الاضطهادات والمظالم. تحت تأثير الصدمة التي تلقوها من الإسلام وسيادته، عرفوا كيف يتكيّفون مع السلطة الإسلاميّة ويسهمون معها في بناء الحضارة. خضعوا لقوانين تمييزٍ أكثر وأقل ظلمًا خلال عصور، وعاشوا ...