في البدء: نعم، أرض شرقنا مرويّة بدماء شهدائنا، وعاش عليها آباء كنائسنا وقديسوها، وهي مهد الحضارات والأديان ومنبت الكنائس والأديار، ومنها أخذنا هويتَنا واصطبغنا بلون عماذنا وبنينا حضارتَنا ومذابحَ قرابينِنا. ونحن نفتخر بأننا شرقيون مسيحيون ولسنا مسيحيين من الشرق، فنحن لسنا أقلية بل نحن سكانٌ أصليون، فمسيحيتنا غنىً لشرقنا ولا يجوز إنكارُ ذلك فنحن منه وله ومن أجله، وفي ذلك ...
يا جميلة القلب والإيمان
أوجاعنا كثيرة يا أمنا…فلمن نشكوها؟؟..الى من نذهب؟؟ وفي أي احضانٍ نرمي نفوسنا؟؟؟ليس غير أحضانِ أمٍ تتالم مع ألامنا، وتشعر بأنكسارنا، وتهرع الينا….قد جارَ الزمانُ علينا، وسحقتنا اهوالُ الشعوب…قد غلبتنا ظلمة اليأس، حتى وقعنا في مطباتٍ وفخاخٍ اعمقُ من قدرتنا على الخلاصِ منها….لقد مدَّ الخوفُ جذورهُ في اعماقنا حتى تآكلتنا الشكوك، ونخرَ الضعفُ نفوسنا كما الوباء القاتل…قد ازدادت قلوبنا قسوةً وجحود، وارواحُنا باتت مُثلجه ...
الخطوبة مسيرة نحو التأله بقلم الخوري جان بول الخوري
أراد الله الآب أن يحيا جميع أبنائه في قداسة إبنه يسوع المسيح، وذلك بواسطة عمل روحه الحيّ في قلوب المؤمنين[1]، ولاسيّما من دعوا الى قداسة سرّ الزواج، وأعني الخطّاب. فبعدما نال هؤلاء ختمه السرّي « ختم الحياة الأبدية»[2] دعاهم الى مسيرة التألّه، التي تبدأ في إعداد صحيح لهذا السرّ العظيم. فكيف بإمكان الخطّاب تحقيق روحانية هذا الإعداد؟ وما هو الدور ...
روحانية التجسد بقلم أنطوانيت نمور
على الرغم من أن الله خلق كل شيء للإنسان إلاّ أنه جعل من هذا الأخير كما ” الكاهن” لهذه الخليقة: مؤتمن عليها لكي يقدّسها محبةً بخالقه. و كما أن المسيح هو جسرنا صوب الآب، نستطيع باجسادنا أن نكون جسراً بين عالم المادة و عالم الروح . وبهذا ، لكن بعيداً عن المفهوم الهندوسي في” وحدة الوجود”، نستطيع أن ” نؤنسن” ...
منطق المقايضة ومنطق الإنجيل بقلم د. روبير شعيب
غالبًا ما تتولد فينا مشاعر العدواة عندما نبدأ بعيش عادة مقارنة ذواتنا بالآخرين. هناك شيء في قلوبنا يوشوش ويشوش في ذهننا قائلاً لنا أن الحب هو أمر يجب أن تستحقه! الإنجيل يعلمنا أن الحب الإلهي هو الهبة الأولية. “لقد أحبنا أولاً”. وعندما كنا ما نزال بعيدين، صار الله قريبًا منا، صار الله عمانوئيل. طوبى للرجل والمرأة اللذين “مثل طفل مفطوم ...
مجانية الله بقلم المطران جورج خضر
لله ان يستغني عمن أحب اذا شاء ولكنه لا يشاء. هو الوحيد القائم في جوهره محبا حتى قدر صاحب الإنجيل الرابع ان يقول في رسالته الأولى: “الله محبة” (١يو ٤: ١٦). أنت مقيد بالمحبة وتعرف انك ان استغنيت عنها تصبح عدما. للإنسان ان يختار العدم اذا أراد الخطيئة أي له ان يذوق الموت الروحي قبل ان يفنى جسده. له ان ...
الحياة الأبديّة … ما هي؟! بقلم عدي توما
ليس الحياة الأبديّة حياة هيوليّة ؛ بل إنها ترتبطُ بــ ” المعرفة والحبّ ” . الحياة الأبديّة ، علاقة . وعلاقةٌ صميميّة بالإتحاد مع موضوع الحبّ والخصوبة ، الذي هو ” عمق الإتحاد والواقع الحقيقيّ ” ما وراء كلّ شيء . يقول البابا بنديكتوس السادس عشر : لا تعني عبارة ” حياة أبديّة ” – ما قد يعتقده لأوّل وهلة ...
هكذا يحدثنا إنجيل يوحنا عن معرفة الله بقلم د. روبير شعيب
هناك أمور نعرفها لأننا نفهمها. ينطبق هذا بشأن المعلومات الرياضية والعلمية وما سوى ذلك. ولكن هناك أمور نعرفها لأنها نختبرها. ولا يمكننا أن نعرفها حقًا إلا من خلال الاختبار: هذا شأن الحب، الصداقة، الألم، الجمال، إلخ… وهذا شأن الإيمان، الإيمان بيسوع المسيح. بالعودة إلى التأمل الذي نشرناه سابقًا (راجع هذا الرابط)، كنا بدأنا الحديث عن تلميذي يوحنا اللذين تبعا يسوع. ...
لا تدينوا لئلا تدانوا
الكل يعاتب الكل،والكل يحاسب الكل،الكل يبحث عن النقائص والتقصيرات والزلات، لكي يلوم ويقسوا ويغضب!!!لكن، لا احد يعلم ما في النوايا والقلوب…لا احد يعلم بحال احد،ولا من يشعر بألم الاخر، وضعفه وهمه،وانكساره،وحتى اختناق أنفاسه ومرارة قلبه وروحه!!!!او سماع أنينه، وصراخه، ونحيب بكائه!!!!لا احد يهتم، ليعلم، ويفهم، ويتفهم!!!!!ونقول اننا “جماعة” واحدة !!!ونقول اننا” اخوة” و ” أبناء” لأبٍ واحد؟!!!!ونقول اننا ” نحب”؟!و” نسامح”؟!و ...
حين تستعبدنا أدياننا ومذاهبنا بقلم الأب جورج مسوح
يُجمع أهل الأديان، بعامة، على القول بأن الأديان إنما جُعلت لخدمة الإنسان، لا الإنسان لخدمة الأديان. فالإنسان هو قمة الخلق وأكرم المخلوقات، فالله خلقه “على صورته ومثاله”، وجعله “خليفة في الأرض”، وسلّمه المسكونة أمانة. ولا ننسى أيضاً أن الإنسان وُجد قبل ظهور الأديان بملايين السنين. والإنسان وحده، من بين المخلوقات المرئية كافة، قد وعده الله بالحياة الخالدة. كل شيء سيبيد، ...