شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | مقابلة: Help سيغادر لبنان ليُعرض في “الدول المتحضرة”!
مقابلة: Help سيغادر لبنان ليُعرض في “الدول المتحضرة”!

مقابلة: Help سيغادر لبنان ليُعرض في “الدول المتحضرة”!

{mosimage}رغم الأسابيع القليلة التي مرّت على إيقاف عرض الفيلم اللبناني Help في الصالات اللبنانية إلا أن ردود الفعل لا تزال موجودة بين الناس وعلى صفحات الجرائد والمجلات. ولا تزال مسألة إعادة عرضه بين أروقة الأمن العام والجهات المختصة، فكل الجهود التي يحاول القيام بها المخرج مارك أبي راشد والمنتج المنفذ للفيلم باخوس علوان لا تزال دون نتيجة لغاية الآن،

 والأسباب لا تزال غير معلومة وليست كلها مجهولة، على الأقل بالنسبة للأطراف كافة في الفيلم.
وللوقوف عند مستجدات إعادة عرضه، (خصوصاً أن الفيلم سيدخل سباقات الأفلام في المهرجانات الأجنبية) التقت "صدى البلد" مخرج الفيلم مارك أبي راشد ومنتجه باخوس علوان.
ب مــارك ما هي آخــر اخبار فيلم؟ Help ‐ حالياً لا، شيﺀ ولكن اتصلوا بي من السفارة الفرنسية في بيروت وهم مهتمون بالموضوع كثيراً وعرضوا عليّ عــرض الفيلم في المركز الثقافي الفرنسي الذي هو أرض فرنسية.

ب أوليس في ذلك تحدّ للدولة اللبنانية؟
– أنا لم اتصل بهم، الفرنسيون هم من اتصلوا بي لأن الصحافة ا لفر نسية كتبت ا لكثير عن الفيلم.

ب لماذا توقف عرض الفيلم؟
‐ هذا السؤال يجب ان يطرح على الأمن العام اللبناني لأنه لغاية الآن ليس هناك توضيح منهم عن سبب منع عرض الفيلم، ولم يعطونا أي سبب ولا حتى ورقة رسمية بوقف العرض، المنع كان شفهياً حيث قالوا لنا إن الرخصة الأصلية توقفت ويجب أن تطلبوا رخصة جديدة.

ب ألا تستطيع أن تدعي عليهم بالقانون؟
‐ القضاﺀ اللبناني بطيﺀ وإذا أردنا أن ندخل القضاﺀ ومجلس شورى الدولة يكون الفيلم صار في كتب التاريخ. وإذا دخلنا في قضايا مع الأمن العام يكون فقط من أجل اثبات وجهة نظرنا تجاه ما حصل.

ب انت كمخرج للفيلم ما هو تصوّرك لسبب المنع. هل لأن في الفيلم مشهداً جنسياً أم القضية سياسية؟
‐ ما أردنا تقديمه في الفيلم هو أن نعكس صورة مجتمعنا، وأنا لم أشوّه هذه الصورة.

ب لم ترد على سؤالي هل القصة سياسية أم جنسية؟
‐ أكيد من أجل المشاهد الجريئة في الفيلم، وأنا الآن أقترح على الرقابة أن يكتبوا هم النصوص ويحددوا لنا فريق العمل ونحن نلتزم به، وهكذا يقمعون الإبداع عند الناس.

ب في رأيك الإبـداع يكمن في تصوير فتاة عارية؟
‐ القصــة ليست هكذا، ولماذا نشاهد على اللوحات الإعلانية في الطرقات هذا الكمّ من صور الفتيات شبه العاريات؟

ب لماذا اخترت جوانا اندراوس للتمثيل فــي ا لفيلم وليس غيرها؟
‐ أنا أكيد لو لم أعمل مع جوانا لصوّرت مع ممثلة تتمتع بخلفية أوروبية ولا تكون لديها عقدة الكاميرا أو عقدة المجتمع وتكون مرتاحة مع جسدها ومع نفسها.

ب هل فرضت عليك شروط من ممثلات لبنانيات للمشاركة في الفيلم؟
‐ طبعاً ولكن عند قراﺀة السيناريو فكرت أنهن ممكن أن يحرجنني عند تصوير مشهد السرير ويمكن ان ينسحبن.

{mosimage}ب باخوس هل فقدت الأمــل من اعادة عرض فيلم؟
‐ لا نزال نتمتع بالزخم نفسه ونحاول إعادة عرض الفيلم في لبنان لأننا لا نزال نعتبر أن القانون لم يتغير، نحن تحت القانون والذي خالف القانون هو الرقابة وليس نحن. ومنذ أيام كنا نتحدث عن هذا الموضوع على شاشة تلفزيون لبنان وبطريقة إيجابية جداً، وإذ نفاجأ ونحن على الهواﺀ بقرار وقف بث الحلقة ويدخل المذيع محمد الساحلي بعد الإعلان ويقول لأسباب تقنية توقفت الحلقة. وعلمنا أنه بعد الحلقة قدّم استقالته لأنه اعتبر هذا العمل هو قمع للحريات.
ونحن حالياً نحاول الاتصال بمكتب معالي وزير الداخلية زياد بارود لأنه وفقاً للقانون إذا أعطى الأمن العام رخصة للفيلم يمكن للوزير فقط سحبها وليس الأمن العام، ولأن ثقتنا كبيرة بمعاليه وبمقدرته وثقافته نأمل في ان يمدّ لنا يد العون.

ب كأنك تتصوّر ان منع الفيلم هو سياسي؟
‐ من سيّس الموضوع هو الصحافة وليس نحن لأننا في الأصل نحن بعيدون عن السياسة، ولست أفهم أين السياسة في الفيلم.

ب ربما لأن الممثلة جوانا اندراوس ابنة شخصية سياسية؟
‐ هي تعرف نفسها أنها ابنة سياسي ومثلت دورها برضاها وكانت تعرف مسبقاً أنها ستتصوّر عارية. وبالنسبة لوالدها فلا أعتقد أن لديه مشكلة معنا والا لقال ذلك لنا مباشرة، وإذا كان يريد إيقاف عرض الفيلم لكنا نزلنا عند رغبته. ولكن أريد التنويه هنا بجوانا كممثلة وأنا أحيّيها على جرأتها، فقليلات جداً الممثلات اللواتي يستطعن ان يؤدين بهذه الجرأة والطبيعية اللتين تتمتع بهما جوانا، وحرام القمع.

ب إن لم يكن المنع سياسياً فهل من الممكن أن يكون بسبب مشاهد جنسية؟
‐ هذا فيلم سينمائي وندفع المال لكي نشاهده بينما اليوم هناك الأنترنت وتشاهد منعبرها أكثر بكثير مما تشاهده في الفيلم.
عندما يبلغ المرﺀ عندنا في لبنان 18 سنة يستطيع ان يحمل رخصة سلاح وإذا شرب كأسين يطلق النار على أصحابه، اما ان يشاهد فيلماً سينمائياً فهذا "عيب". المجتمع في لبنان يختبئ وراﺀ اصبعه، الحالات المصوّرة في الفيلم موجودة في لبنان في منطقة المعاملتين وشوارع الجميزة ومونو وفي الحمرا وفي الكثير من المناطق.

ب هل ندمت على انتاج الفيلم؟
‐ ندمت لأننا لم نصوّر مشاهد جريئة أكثر وندمت لأنه طلب إلينا أن نعتّم المشاهد في الفيلم لأننا أخذنا الرخصة على هذا الأساس، فيا ليتنا صوّرنا مشاهد أكثر لأن الفيلم سيعرض خارج لبنان وفي الدول المتحضرة.
تراجع الزميل محمد الساحلي عن استقالته من تلفزيون "لبنان"، وقدّم اعتذاره من المشاهدين عمّا حدث في حلقة Help في حلقة أمس الأول من برنامجه.

رياض علاﺀ الدين- جريدة صدى البلد 12.03.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: Help !

مقال: Help !

عندما تقررسلطة عليا ماذا يُسمَح لمواطنيها بأن يقرأوا، ويسمعوا، ويشاهدوا، فلا نملك سوى أن نصرخ: النجدة!
عندما تقرر سلطة عليا ماذا يُسمَح به للمواطنين الذين يُفترَض أن يكونوا راشدين لكنهم يُعامَلون كقاصرين، ويرضى هؤلاء المواطنون بهذا "المصير القنوع"، فلا بدّ أن نقول: "ستّون سنة" على هؤلاء المواطنين. ولا بدّ أن نصرخ: النجدة، النجدة!

وعندما تقرر هذه السلطة العليا إياها (مَن؟ كيف؟ لماذا؟ وبأيّ حق؟)، الراسخة الجذور والقيم، والمتشبثة بالأخلاق منذ دهر الدهور، أن تواصل، بدأب وسهر وتيقظ، "صون" أخلاق المواطنين وتنشئتهم تنشئة مواطنية "صالحة" ليكونوا مواطنين صالحين في وطن صالح عفيف شريف نظيف، فتمنع عرض فيلم لبناني في الصالات المحلية (عنوانه Help، إخراج مارك أبي راشد)، لأن فيه مشاهد "فاضحة وتخدش الحياء العام"، فلا نملك سوى أن نصرخ بمرارة سوداء: النجدة ثم النجدة ثم النجدة!
لكأن العهر السياسي الدائر من حولنا ليس فاضحاً ولا يخدش الحياء العام.
لكأن العهر الاعلامي الدائر على صفحات بعض الجرائد وشاشات التلفزيونات ليس فاضحا ولا يخدش الحياء العام.
لكأن تحكّم الأجهزة المدنية والأمنية واللاهوتية بمصائرنا، وتعاملها معنا كقطعان ينبغي لها أن تؤدي واجب الطاعة، ليس فاضحاً ولا يخدش الحياء العام.
لكأن الصفقات والسمسرات والسرقات وعمليات النهب المنظمة وغير المنظمة، الجماعية والفردية، وكل "فنون" البيع والشراء تحت الطاولة، وحتى من فوقها، ليست فاضحة ولا تخدش الحياء العام!
لكأن نظام التكاذب والتنافق والتخابث والتعربد، وهو النظام الذي يسيّر حياة المجتمع اللبناني، بطبقته السياسية، وبناه المجتمعية، ومؤسساته، ليس فاضحاً ولا يخدش الحياء العام!
طبعاً، فهذه كلها ليست فاضحة ولا تخدش الحياء العام. لكنْ، وحده مشهد رجل وامرأة يمارسان الحبّ، أو وحده مشهد نهدين عاريين (خصوصاً إذا كانا نهدين لامرأة لبنانية)، في فيلم هو لجمهور من الراشدين، كفيلان تمزيق غشاء البكارة لهذا النظام المجتمعي، الأخلاقي والقيمي، المتخابث، بل كفيلان هدم أعمدة هذا الهيكل اللبناني المصون. فنعم الحماية ونعم الأخلاق!
كل شيء في هذا البلد الرائع بألف خير أيها السيدات والسادة. كل شيء تمام. باستثناء واحدة.
عادة واحدة، عادة واحدة فقط، ينبغي اجتثاثها من أخلاقيات المجتمع اللبناني: "لوثة" بعض الخلاّقين اللبنانيين، كتّابا وفنانين وسينمائيين، حين يتوهّمون أو يحلمون بأننا نعيش في بلد خلاّق، متقدّم، حرّ، وديموقراطي، يتمتع فيه الفرد باختراع مضحك اسمه "موهبة حرية التعبير".
عادة واحدة سيئة، اسمها النزوع الى هذه الحرية (واعتبارها حقّا مطلقا، لا هبةً من أحد!) لولاها لكان لبنان جنة عدن على الأرض.
لكنْ، ما لنا وللغة المرّة المريرة. إذ ينبغي أن نقول ما نريد أن نقوله بوضوح لا يتحمّل أيّ مواربة: دائرة الرقابة التي تشرف على الأعمال الفنية والثقافية، وتجيز ما تجيزه، وتمنع ما تمنعه، إهانة جوهرية لحياتنا الإنسانية، ولكرامتنا البشرية. إهانة مذلّة، متخلّفة، خسيسة، قامعة، ومحقِّرة. فمتى ننزل الى الأرض، لا من أجل هذه الطائفة أو تلك الميليشيا، ولا من أجل هذا الصندوق وتلك الجمعية، ولا أيضاً من أجل هذا الزعيم أو ذاك، بل من أجل أنفسنا؟ من أجل كرامتنا وحقوقنا البسيطة كبشر؟
النجدة، ثم النجدة، ثم النجدة! ولكنْ، مَن ينجد مَن؟ وماذا؟ وبأيّ أعجوبة؟
لا يحكّ جلدكَ مثل ظفركَ، يقول المثل.
لذا، لا ينجدنا سوى الإصرار العنيد للكتّاب والفنانين والمثقفين، والخلاّقين مطلقاً، على مطالبة الحكومة مجتمعةً، ثم وزيراً وزيراً، وخصوصاً الوزراء المختصين والمعنيين، ليضعوا حداً نهائياً لهذا الانتقاص المتمادي، المتخلف والمفجع، من الحق الطبيعي للفنون والآداب والأفكار في التعبير عن ذاتها بحرية تامة.
سبق لوزيري الإعلام والداخلية في الحكومة الحالية، طارق متري وزياد بارود، أن قاما بخطوات لامعة ولافتة في مجال احترام الحقوق المشروعة لأهل الرأي والثقافة، والدفاع عنها. فنأمل أن يعملا على رفع اليد عن الفيلم المذكور، بل على رفع الرقابة مطلقاً عن الأعمال الخلاّقة، خصوصاً ونحن عشية بدء سنة بيروت عاصمةً عالميةً للكتاب. فعسى تكون هذه المناسبة فرصة موضوعية لنبرهن للعالم أن بيروت جديرة بالحرية.
وبالحياة.

جمانة حداد     
(joumana.haddad@annahar.com.lb)
جريدة النهار 02.03.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).