كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
إستغرب متابعون لملف النفط والغاز في لبنان ما يتردد عن أن شركة «توتال» تبحث عن سفينة للحفر في البلوك رقم 9، وقال هؤلاء: هل يعقل أنّ شركة بحجم Total ENERGY تعجز عن إيجاد سفينة للحفر سريعاً؟
وكشف هؤلاء المتابعون أنّ القضية هي أبعد من إيجاد سفينة للحفر، فالقضية بحسب المعلومات المتوفرة أنّ هناك قراراً دولياً بعدم إطلاق عملية الحفر في البلوك رقم 9 قبل أن ينتخب رئيس للبنان يكون مقبولاً من المجتمعين العربي والدولي، إضافةً إلى تشكيل حكومةٍ يثق بها اللبنانيون والعالم، كما أنّ المطلوب هو تنفيذ جميع الإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي ما يؤدي إلى مواجهة الفساد في البلاد ولا سيما على الصعيديْن المالي والنقدي.
وأشارت المعلومات إلى أنّ هناك اتفاقاً مبدئياً بين الأميركيين والفرنسيين والسعوديين على أنّه لا يمكن السماح ببدء عمليات الحفر وتحقيق اكتشافاتٍ تجاريةٍ قبل إقفال كلّ مزاريب الهدر والفساد، باعتبار أنّ إطلاق قطاع النفط والغاز في لبنان في هذه الظروف يعني أنّه سيكون عرضةً للمحاصصة والنهب وبالتالي لن تكون موارده وعائداته وسيلةً لاستفادة البلاد والمواطنين، بل إنّ الاستفادة ستقتصر على أمراء السلطة وجماعاتهم.
ولفتت هذه المعلومات إلى أنّ دخول لبنان إلى الأسواق النفطية إذا وجدت الاكتشافات التجارية، لن يحصل إلا إذا تمتع بعلاقاتٍ سياسيةٍ جيدةٍ مع المجتمعين العربي والدولي، لأنّ هذه العلاقات هي التي ستفتح الأسواق النفطية أمامه. وأوضحت المعلومات أنّ الموجودين حالياً في السلطة يجب أن يكونوا قد تلقوا هذه الرسالة في شكلٍ واضحٍ وعلى رأس هؤلاء «حزب الله»، الذي يفترض فيه أن يدرك أن هناك تغييراتٍ أساسيةً قد حصلت في عملية التعاطي مع لبنان، وأنّه لا يجوز لهذا الحزب ومن معه الإبقاء على لبنان واللبنانيين في وضع الرهينة وحرمانهم من مسيرة ازدهارٍ واستقرارٍ خدمة لأجنداتٍ ومشاريع خارجية لن تأخذ لبنان سوى لمزيدٍ من التدهور والعزلة.