ما إن نفتح موقع "المكتبة الرقمية العالمية" حتى تظهر أمامنا خريطة. فلكل مساحة ثقافية، ممتدة على قارة أو على جزء منها، مجموعة من الكتب والمخطوطات. المعلومات التي يقدّمها هذا الموقع العالمي معروضة بلغات عدة: العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الإسبانية، البرتغالية وغيرها. بالإضافة الى الكتب، نتمتع بمشاهدة رسوم معبّرة من مختلف الأديان والحضارات والثقافات.
وتُعرض هذه السلسلة من الصور ضمن جداول مرتبطة بالمكان، الزمان، الموضوع، نوع المادة والمؤسسة. نتعرّف من خلال الموقع الى محتوى مجموعة كبيرة من المكتبات المنتشرة في شتى القارات، إضافة الى معلومات عن الحقبة الممتدة بين سنة 8000 قبل المسيح حتى سنة 2009 للميلاد. الكتب والمخطوطات المتعلقة بالفنون، العلوم الاجتماعية، التاريخ والجغرافيا، هي الأكثر عدداً. لا ينحصر هذا الموقع في توفير التواصل من خلال الكلمة والصورة الجامدة، إنما ايضاً من خلال الصوت والصورة المتحركة التي تضفي عليه جمالية خاصة. هكذا، تحقّق هذه المكتبة هدفها في تأمين إيصال المعرفة وإرث البشرية الثقافي الى جميع الناس. كما أنها تشكل موقعاً ذا قيمة فنية راقية، ذلك أننا ندخل الموقع للبحث عن المعلومات فنغرق في تأمّل جمالية مخطوطات ورسوم ملونة من مختلف العصور والحضارات.
ما نحبّه: يسمح لنا هذا الموقع باكتشاف مخطوطات ووثائق وصور غير متداولة في حياتنا اليومية وفي المكتبات العامة. بفضل لغته البسيطة وصوره الرائعة، يساهم موقع "المكتبة الرقمية العالمية" في تعميم معلومات كانت سابقاً في متناول العلماء والباحثين المتخصّصين فقط دون سواهم. أجمل ما في الموقع رسوم ثقافة الشرق الأقصى ذات السحر الفريد.
ما لا نحبّه: يرغب القارئ في لمس ورقة المخطوطات القديمة، وتنشّق رائحتها الغابرة. بالفعل، تختلف العلاقة بالتحفة أو المخطوطة عن العلاقة بالكتاب العادي. فقراءة الكتب على الشاشة لا تُنقِص شيئاً من عملية تلقي المعلومة. لكن التفاعل مع المخطوطات التاريخية غالباً ما تلزمه مختلف الحواس كاللمس والشم، إضافة الى النظر. على هذا الموقع، تبدو هذه التحف الأدبية والتاريخية وكأنها جديدة، فتفقد الرونق الخاص الذي يضفيه عليها مرور الزمن.
منيرة أبي زيد – جريدة النهار 19.07.2009