تطفئ LBC الليلة شمعة عامها الثاني والعشرين بهدوء. ولعل الصراعات السياسيّة المحليّة والاستحقاقات القريبة هي التي جعلت المحطة التي ولدت في عز الحرب اللبنانية عام 1985، تبتعد عن الاحتفال بالمناسبة بـ «طنة ورنة»، وتختار سهرة حواريّة ضمن برنامج «كلام الناس» مع مارسيل غانم لتناقش فيها مفهوم الكوميديا الجديد الذي يعتمد على التراشق الكوميدي المستمد أصلاً من التراشق السياسي.
لا شك في أنّ LBC تمكنت من أخذ دور ريادي في لبنان والعالم العربي منذ انطلاقتها وخرجت من المحدودية التي ولدت لخدمتها ناطقةً باسم القوات اللبنانيّة لتخاطب شرائح المجتمع اللبناني ببرامج الترفيه التي ترتكز على عناصر الإبهار والاستعراض. وإذا بها في عيدها العاشر تعد في فيديو كليب ضخم بأنّها قادرة على تحويل الحلم إلى حقيقة، فـ «أشرقت شمس LBC وتغيّر كل الموضوع».
منذ البداية، أعطت القناة اللبنانيّة الأولوية للصورة وللإبهار المشهدي وأحياناً على حساب المضمون وقيمته مع حصانها الرابح دوماً حتى الأمس القريب المخرج سيمون أسمر، ومع نخبة من الإعلاميين اللبنانيين على رأسهم الراحل رياض شرارة. حرصت القناة على أن تكون الأولى في كل شيء. فإذا بها تحقق طموحها، وتصبح الأولى في إنتاج برامج الترفيه والمنوعات والواقع، والأولى في برامج الصرعات والأولى التي تخاطر في عرض الدراما المدبلجة في منتصف التسعينيات وتؤمن بالدراما المحليّة.
لم تكتف LBC إذن بأن تكون الراعي الأول للفن العربي والمواهب الغنائيّة، وقررت أن تكون الراعي الأول للصرعات المحليّة والمستوردة بحسناتها وسيئاتها، متبنية في ذلك ثقافة الاستهلاك في مختلف برامجها، جاعلة همّها الأول والأخير تسلية المواطن الذي بات جزءاً لا يتجزّأ من برامجها «الأول عل LBC»، «باب الحظ»، «أهلا بهالطلّة».. ولم تتأخر حتى أدخلت المواطن العربي في حساباتها وغازلت المواطن الخليجي على وجه الخصوص، فلم تنظر إلى مشاكله وهمومه إلاّ بالقدر اليسير لأن همّها كان موجهاً نحو رفاهيته الفنيّة.
لم تتغيّر الصورة على مدى الأعوام الماضية، على رغم الصراعات الداخلية فيها بين رئيس مجلس إدارة يتجه نحو تكريس ثقافة الاستهلاك أكثر فأكثر، وبين رئيس حزب يريد أن يعيدها مؤسّسة ناطقة بلسان حزبه. استطاعت القناة الفضائيّة التي ولدت قبل 11 عاماً (6 حزيران (يونيو) 1996)، أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع، بعدما ارتمت في أحضان الوليد بن طلال، في وقت بقيت فيه أزمة القناة الأرضية مفتوحة على الاحتمالات كلها.
الليلة، تكسر القناة لأول مرة عادتها السنوية بتقديم احتفالية غنائيّة تستمر حتى ساعات الفجر، وتستبدلها بحوار مع الكوميديين في برنامج «كلام الناس» في حلقة بعنوان «الضحك على مين وعلى مين». هكذا، يخلع البرنامج جلباب السياسة، ليقدم إلى الجمهور مادة فكاهية كاريكاتورية مع أبطال الكوميديا في لبنان، فيستقبل مارسيل غانم في فندق لوريال- الضبية المسرحي ريمون جبارة، الممثل رفيق علي أحمد، ونجوم الشانسونييه: اندريه جدع، بيار شماسيان، سامي خيّاط، ماريو باسيل، فادي رعيدي، وصانعي الكاريكاتور ستافرو جبرا وأرمان حمصي.
باسم الحكيم- الأخبار- 23 آب 2007