يحرص أمين العلاقات الخارجية في رابطة الأساتذة المتفرغين والأستاذ في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن زين الدين على تطوير شهادة الدكتوراه، ولكن في اطار تطبيق نظام LMD. وفي رأيه أن المرسوم 74/ 2007 الذي أنشئت على أساسه معاهد الدكتوراه، أقدم على خطوة إيجابية وأساسية في آن واحد، "إذ جمع الكليات ذات التخصصات المتناسبة بعضها مع بعض لمن يريد من الطلاب متابعة الدكتوراه فيها. لكن هذا لا يعني أن المرسوم لا تشوبه ثغر"، مشيراً إلى المادة الرابعة منه التي تمنح معاهد شهادات الماستر البحثية والتي "سببت إرباكاً لناحية التطبيق في الكليات. بمعنى آخر وجد المرسوم نظاماً جديداً تحت إسم LMA وM2D والذي دعا الأخير الطلاب إلى الالتحاق بمعاهد الدكتوراه وطلاب الأول إلى الالتحاق في الكليات". في رأيه، هذا خطأ فاضح لأن فلسفة LMD متوافرة في الكليات والدكتوراه، لكونها حالة مختلفة عن الحالة التعليمية الموجودة في الماستر والليسانس ويرعاها إطار مختلف، سائلاً: "هل معاهد الدكتوراه شخصية مادية أم معنوية؟".
ويرفض زين الدين العودة إلى المرسوم القديم 900/ 1983، باعتبار أن "المرسوم 74 ألغى كل نص مخالف لأحكامه. فأنا مع تعديل المرسوم 74 في شكل يتطابق مع مقتضى الحال القائم على أمل تطبيق LMD كاملاً".
في المقلب الآخر، يطرح الدكتور جورج سعادة العضو في رابطة الأساتذة والمشرف على الدكتوراه في جامعتي اليسوعية واللبنانية مسألة معاهد الدكتوراه، بالعودة إلى المرسوم الذي أنشئت على أساسه معاهد الدكتوراه، والذي لم يضع المراسيم التنظيمية لها لتطبق على أساسها. ويضيف: "يُفترض أن يتوافر لدينا بين 6 إلى 8 معاهد للدكتوراه، بينما في الواقع لدينا ثلاثة فقط لا تكفي لـ 70 الف طالب".
في موازاة ذلك، يشير إلى أن المسؤول عن المعهد هو عميد ويحق له التصويت، وهذا خطأ في رأيه، "مهمته أن يدير شؤون الدكتوراه ويوزع المستويات على الأساتذة المتخصصين".
سعادة يؤيد إعادة النظر في زيادة عدد المعاهد العليا في شكل يتناسب والتخصصات ويكون كافياً. "ومن يتولى مسؤولية المعاهد يحضر اجتماعات مجلس الجامعة وعليه أن يكون مديراً إدارياً من دون الحق الأكاديمي في التصويت".
وانطلاقاً من المرسوم 900، "تنظم كل شؤون الدكتوراه على أساس تعديلات مراسيم تنظيمية وتحدد صلاحيات المسؤولين فيها".
"لم تعد الجامعة اللبنانية تتحمل المزيد من المشكلات التي تتخبط فيها أو "ترقيع" إذا صح التعبير"، يقول، "فهي في حاجة إلى إعادة هيكلة من الأساس ويترافق هذا الأمر مع أوضاع سياسية صريحة وهذا لم يتوافر بعد".
بدوره، ينطلق عضو الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة والأستاذ في معهد العلوم الاجتماعية الفرع الثاني الدكتور بسام الهاشم من مبدأ ضرورة تنظيم الدكتوراه وتحصينها وليس إلغاءها، "لكن التنظيم شيء، والأمر الذي حصل بذريعة التنظيم شيء مغاير تماماً".
هل في إمكان القرار 2656 تنظيم الدكتوراه؟ يجيب: "أعتبر هذا القرار غير موجود اصلاً كونه مخالف للمرسوم ولا يمت إلى القوننة بصلة".
وفق أيّ معايير تنظم شهادة الدكتوراه؟ يقول: "لا يمكن تجاوز المرسوم 900 الذي يُحدد الآليات والأطر في مقابل قرارات عشوائية وتوفير آليات عملية لضبط الدكتوراه مع البدء من سنة أولى جامعية". لكن "إذا كان ثمة حاجة للاستعاضة بمرسوم آخر أو تحديث بعض مواده، فلا بد من العودة إلى الآليات القانونية التي تناقش المسائل الأكاديمية والتي تتم وفق التعديل خلافاً لما حصل لجهة عملية التغيير بطريقة اكتساب الدكتوراه وتنظيمها، خوّل الإدارات اتخاذ تدابير بقرارات من إدارة الجامعة لم يكن لها الحق فيها، لأنها مخالفة للمرسوم الناظم لعملية الدكتوراه، لا سيّما حق الطلاب بالعودة إلى المرسوم، إلى المشكلة المطروحة حول مسألة الأطروحات التي تصل إلى إنتاج لا يشرّف الجامعة اللبنانية".
الهاشم مع العودة إلى المرسوم 900، لكن في الوقت عينه، يقول "أنا ضد فصل العملية البحثية عن عملية التعليم في سبيل الدكتوراه إلى الفروع لتستمر عملية الدمج والتفاعل وتجديد المعرفة ما بين الطلاب القدامى والجدد".
أما أمين الإعلام في الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين الدكتور نزيه خياط، فيرد المشكلات التي رافقت مسألة معاهد الدكتوراه إلى "مسار تتخبط فيه الجامعة ويرتبط بوضع هيكلية وبنية الجامعة في واقعها الراهن". تفاقم هذا الموضوع في رأيه، "عندما تم اعتماد نظام LMD، بحيث أن الأخير لم يتم اعتماده في مرحلة واحدة في الكليات وإنما ترك قرار التنفيذ بحسب استعداد كل كلية على حدة".
وإذ سلّط خياط الضوء على المشكلة الحقيقية بسبب جوهر LMD المرتبط نتيجة تبادل الوحدات الجامعية المتشابهة التخصصات، قال، "يضطر الطلاب إلى الانتقال من كلية إلى أخرى". ويستوجب هذا الأمر على ما يعتقد أن "يكون هناك مجمع جامعي وإن كان مجمعا يضم كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربية المتقاربة التخصصات ومجمعات العلوم التي تسهل عملية تطبيق LMD. هذا الموضوع ليس معتمداً باستثناء كلية العلوم في مجمع رفيق الحريري- الحدث الذي يضم معظم الكليات العلمية – الفروع الأولى".
أما في باقي الفروع والكليات، "فلا تزال مبعثرة. المشكلة تكمن في عدم تنفيذ المجمعات الجامعية في مختلف المحافظات، لكي تسمح اعتماد وتطبيق LMD في شكله الصحيح وجوهره في التبادل ضمن التخصصات".
فجأة بعد اعتماد LMD، يوضح، "صدر المرسوم 74 من دون نقاش مع الرابطة أو مع مجلس الجامعة المغيّب أساساً. وهذا المرسوم فيه من الثغر، وجد إرباكات إضافية لإنشائه ثلاثة معاهد للدكتوراه".
لا يؤيد خياط إعادة النظر في القرار 2656 غير الشرعي. لكن "لوقف هذا المسار الانحداري ورأفةً بطلاب الدكتوراه وتعزيزاً لمستواهم الأكاديمي، يجب تجميد مفاعيل الدكتوراه في كليات الجامعة ريثما يُعاد وضع تنظيم كامل وواضح بعد إعادة النظر في المرسوم 74 ووضع المراسيم التطبيقية وتشكيل مجلس الجامعة".