جمعية "نهار الشباب" بالتعاون مع مؤسسة "فريرريش ايبرت" وفي اطار مشروع "قادة شباب الغد في لبنان" (lYLOT) نظمت لقاء مع رئيس اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي – الاسلامي مطران زحلة والفرزل والبقاع للروم الكاثوليك عصام يوحنا درويش ورئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ احمد القطان والشيخ جمال الرفيع.
اتسم اللقاء بايجابية كبيرة، رغم ما شهده من نقاشات حادة واختلاف في الرأي بين رجال الدين والشباب بمعظم انتماءاتهم. واشار المطران درويش الى ان "اصعب الأمور الابتعاد عن الآخر والانطواء على الذات"، لافتا الى ان "التحدي الاكبر الذي نواجهه اليوم في لبنان والعالم العربي هو العلاقة بين الاديان".
وتوجه درويش الى الشباب قائلا: “نحتاج اليوم اليكم"، واوضح ان "الحوار المسيحي – الاسلامي لا يعني حض الآخر على تغيير دينه"، مؤكداً ان "هدف الحوار مختلف تماما عن ذلك (تغيير الدين) لأن هدفه التعلم وتقاسم الخبرات وللوصول الى لغة مقبولة والتركيز على القواسم المشتركة". وشدد على ان "الكنيسة طالما كانت تحرض على احترام الديانات الاخرى والمحافظة عليها"، مشدداً على ان "الحوار هو حوار الحياة.. والحروب كانت نتيجة سوء تفاهم".
وتحدث عن التطرف، فأكد "اننا نخاف من التطرف الاسلامي والمسيحي"، مشيراً الى "اننا منفتحون على كل فئات المجتمع… نريد ان نتفاعل معهم ونعزز القيم في ما بيننا".
من جهته، قال الشيخ احمد القطان انه "في هذا الزمان نحتاج الى الحوار والى ان نصارح بعضنا البعض". واشار الى ان "العلاقة المسيحية – الاسلامية ليست مجاملة، اذ اننا نلتقي مع الآخر من باب الواجب الديني والاخلاقي والانساني". واتفق الشيخ مع المطران على ان "الحوار في صلب الدين". واكد درويش مرة اخرى "اننا لا نعيش في طوباوية، نحن نمر في نفق مظلم"، املا ان ينتهي هذا النفق فـ"افضل حوار هو حوار الحياة".
اختلفت آراء الشبان الحاضرين في اللقاء الذين طرحوا اسئلتهم من الواقع اللبناني الذي يشهد توتراً كبيراً ومن الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، وكرروا مطالبتهم بقانون مدني للأحوال الشخصية لا يميز بين اللبنانيين.
من جهتها، أكدت الناشطة ربى الرافعي، المشاركة في البرنامج، أهمية الحوار الاسلامي – المسيحي "لأن الحوار مهم وضروري"، مشيرة الى انه "إذا كان الحوار خياراً فهو واجب علينا"، ورأت ان فوائده تترجم في المدى البعيد وليس في الوقت الحاضر.
أما بالنسبة للناشط في مجال حقوق الانسان زياد نابلسي، فاعتبر ان "الحوار مهم"، الا انه شدد على ان هناك "حلقة مفقودة في الحوار ما بين الاديان"، إذ رأى انه "لا يترجم على أرض الواقع، فالمطلوب حوار شعبي بين مكونات المجتمع". أما ايلي عبيد، فاعتبر أن "الحوار ضروري في ظل الاوضاع الراهنة، لكنه يؤكد كزملائه انه لم يتحول الى أفعالاً يومية معاشة".
كلمات دعت الى تهدئة الاوضاع والى حوار يرقى الى مستوى الانسانية "لتبقى الرسالة جامعة على ارض واحدة".
الحوار الاسلامي – المسيحي في لقاء LYLOT: الشباب أيدوا حواراً انسانياً يتخطى الطوائف
“شو دينو؟"، "مسيحي او مسلم"، "سني او شيعي؟"، "روم او ماروني؟"، اسئلة شائعة في مجتمعنا اللبناني القائم على المذهبية. هذا الواقع لم يتوقف عند حاجز الاسئلة بل تطور ليصبح حجة لحمل
السلاح والتقاتل احياناً. واقع مرير حتم على بعض الجهات العمل على تفعيل الحوار وتعزيزه بين الاديان والطوائف. لا يقتصر هذا الحوار على القيادات والمرجعيات الروحية التي يعمل بعضها لتعزيز العيش المشترك فيما يحرض بعضها الآخر على الاقتتال. الشباب لهم دور في بناء المستقبل.
رين بو موسى / النهار