“إنَّ الإيمان والصلاة عندما يكونان الحقيقيان يفتحان العقل والقلب، ولا يغلقانهما” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يخبرنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم عن رد فعل اليهود على قول يسوع: “إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟”.
تابع البابا فرنسيس يقول لقد كانوا يتذمرون فيما بينهم: “أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ فكَيفَ يَقولُ الآن: “إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟”. لنتنبّه إلى ما يقولونه. إنهم مقتنعون بأن يسوع لا يمكنه أن يأتي من السماء، لأنه ابن نجار ولأن أمه وأهله هم أشخاص عاديون ومعروفون وطبيعيون، مثل كثيرين آخرين. كيف يمكن لله أن يظهر نفسه بهذه الطريقة العادية؟ هم يواجهون عائقًا في إيمانهم بسبب التصور المسبق عن أصوله المتواضعة، وبالتالي الافتراض بأنهم ليس لديهم ما يتعلمونه منه. هم لديهم مخططاتهم الصارمة الخاصة، ولا يوجد مكان في قلوبهم لما لا يدخل فيها، ولما لا يستطيعون فهرسته وأرشفته في الرفوف المغبرة لضماناتهم.
ومع ذلك أضاف الأب الأقدس يقول هم أشخاص يحافظون على الشريعة، ويعطون الصدقات، ويحترمون الصوم وأوقات الصلاة. وقد قام المسيح بمعجزات مختلفة. ولماذا لا يساعدهم كل هذا في التعرف على المسيح فيه؟ لأنهم لا يُتمِّمون واجباتهم الدينية لكي يضعوا أنفسهم في الإصغاء إلى الرب، وإنما لكي يجدوا فيها تأكيدًا لما يفكرون فيه. ويتجلى ذلك من خلال حقيقة أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء طلب تفسير من يسوع: بل يكتفون في التذمُّر يتذمرون فيما بينهم ضده، كما لو كانوا يطمئنون بعضهم بعضًا على ما هم مقتنعون به، وينغلقون على أنفسهم كما لو كانوا في حصن منيع. وهكذا لا يمكنهم أن يؤمنوا.
تابع الحبر الأعظم يقول لنتنبّه إذن إلى كل هذا، لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يحدث لنا الشيء نفسه أيضًا، في حياة الإيمان وفي صلاتنا: يمكن أن يحدث لنا، أنّه بدلاً من أن نضع أنفسنا حقًا في الإصغاء إلى ما يقوله الرب لنا، نبحث فيه وفي الآخرين فقط عن تأكيد لما نفكر فيه، ولمعتقداتنا، وأحكامنا. ولكن هذه الطريقة للتوجه إلى الله لا تساعدنا على أن نلتقي به حقًا، ولا على أن ننفتح على عطية نوره ونعمته، لكي ننمو في الخير، ونحقق مشيئته، ونتغلب على الإنغلاقات والصعوبات. إنَّ الإيمان والصلاة عندما يكونان الحقيقيان يفتحان العقل والقلب، ولا يغلقانهما.
وخلص البابا فرنسيس كلمته بالقول لنسأل أنفسنا إذًا: في حياة الإيمان، هل أنا قادر حقًا على أن أصمت في داخلي وأن أضع نفسي في الإصغاء إلى الله؟ هل أنا مستعدٌّ لكي أقبل صوته الذي يذهب أبعد من مخططاتي وأتغلب أيضًا على مخاوفي بمساعدته؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي نصغي إلى صوت الرب بإيمان ونحقق مشيئته بشجاعة.