استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا اليوم، الأحد الخامس من زمن الصوم، وفيما نقترب من الأسبوع المقدس، يقول لنا يسوع في الإنجيل (راجع يوحنا ١٢، ٢٠ – ٣٣) أمرًا هامًا فعلى الصليب سنرى مجده ومجد الآب (راجع يوحنا ١٢، ٢٣. ٢٨). ولكن كيف يمكن أن يظهر مجد الله على الصليب؟ قد نفكر في أن ذلك يحدث في القيامة، وليس على الصليب الذي هو هزيمة وفشل! غير أن يسوع وإذ يتحدث عن آلامه يقول “أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان” (يوحنا ١٢، ٢٣). وأضاف البابا فرنسيس أن المجد بالنسبة لله يعني المحبة حتى بذل الحياة، وأشار إلى أن ذلك قد بلغ ذروته على الصليب حيث أظهر يسوع إلى أقصى حد محبة الله، وكشف بالكامل وجه الرحمة، معطيًا لنا الحياة وغافرًا لصالبيه.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن على الصليب، يعلّمنا الرب أن المجد الحقيقي، ذاك الذي لا يغيب أبدا، مصنوع من العطاء والمغفرة. فالعطاء والمغفرة هما جوهر مجد الله، وهما بالنسبة لنا طريق الحياة. العطاء والمغفرة معياران مختلفان جدا عمّا نراه من حولنا، وأيضا في داخلنا، حين نفكّر بالمجد كشيء يجب أن نتلقاه بدلا من أن نعطيه؛ كشيء لامتلاكه بدلا من إعطائه. إن المجد الدنيوي عابر – قال الأب الأقدس في كلمته – ولا يترك الفرح في القلب؛ ولا يقود حتى إلى خير الجميع، إنما إلى الانقسام والخلاف والحسد.
وتابع البابا فرنسيس قائلا نستطيع أن نسأل أنفسنا: أي مجد أريده لي ولحياتي، وأحلم به لمستقبلي؟ أهو أن أُدهش الآخرين ببراعتي وقدراتي أو الأشياء التي أمتلكها؟ أم طريق العطاء والمغفرة، طريق يسوع المصلوب، طريق مَن لا يتعب من المحبة واثقًا بأن ذلك يشهد لله في العالم ويجعل جمال الحياة يسطع؟ فلنتذكّر أنه حينما نعطي ونغفر، يشع فينا مجد الله.
وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد سائلاً مريم العذراء، التي تبعت بإيمان يسوع في ساعة آلامه، أن تساعدنا لنكون انعكاسا حيا لمحبة يسوع.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا فرنسيس كلمة استهلها معبرا عن ارتياحه لإطلاق سراح معلّم وأربعة من الرهبان الستة من معهد ” Frères du Sacré Coeur” اختُطفوا في هاييتي في الثالث والعشرين من شباط فبراير الفائت. وتابع داعيا أيضا إلى إطلاق سراح الراهبين الآخرين وجميع الأشخاص المخطوفين في هذا البلد الذي يعاني الكثير من العنف. كما ودعا الأب الأقدس جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين إلى التخلي عن كل مصلحة خاصة وإلى الالتزام بروح التضامن في البحث عن الخير العام، من خلال دعم انتقال هادئ نحو بلد يكون لديه، وبمساعدة الجماعة الدولية، مؤسسات متينة قادرة على إعادة النظام والهدوء بين مواطنيه.
هذا ودعا البابا فرنسيس في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد إلى مواصلة الصلاة من أجل السكان الذين يعانون من الحرب، في أوكرانيا، في فلسطين، في إسرائيل وفي السودان. كما ودعا إلى عدم نيسان سورية التي تعاني بسبب الحرب منذ فترة طويلة.