تحدث قداسة البابا فرنسيس إلى المؤمنين والحجاج ظهر اليوم، وقبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء، عن كيفية وأهمية الإصغاء إلى الروح القدس في أعماقنا وأن نكون صدى صوته للآخرين.
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة افرحي يا ملكة السماء، وذلك عقب احتفال قداسته بالقداس الإلهي لمناسبة عيد العنصرة. وقبل تلاوة الصلاة تحدث البابا إلى الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس عن سرد الإنجيل لنزول الروح القدس على الرسل ومريم، وتوقف قداسته بشكل خاص عند كلمات يسوع عن الروح القدس، أي أنه “يَتَكلَّمُ بِما يَسمَع”. وتساءل الأب الأقدس بالتالي ما المقصود بهذه العبارة؟ ماذا سمع الروح القدس؟ وعما يُحَدثنا؟
وواصل قداسة البابا أن الروح القدس يتحدث إلينا بكلمات تُعبِّر عن مشاعر رائعة، قال البابا فرنسيس، وأشار إلى مشاعر المحبة والامتنان، الاتكال والرحمة. وواصل أن هذه كلمات تجعلنا نتعرف على علاقة جميلة ومنيرة، ملموسة ودائمة مثل محبة الله الأبدية. إنها الكلمات التي يتبادلها الآب والابن، قال البابا فرنسيس، كلمات المحبة المحوّلة والتي يكررها في داخلنا الروح القدس. وشدد الأب الأقدس على أن الإصغاء إلى هذا الكلمات يفيدنا لأنها كلمات تُولِّد في قلوبنا وتُنمي المشاعر ذاتها والأهداف نفسها، كلمات مخصبة. من الأهمية بمكان بالتالي، تابع البابا فرنسيس، أن نتغذى من هذه الكلمات بشكل يومي، وذكَّر قداسته هنا بدعوته مرات كثيرة إلى أن نحمل معنا دائما إنجيلا صغيرا في جيبنا لقراءته مع توفر الوقت المناسب.
وفي سياق الحديث عن الإصغاء إلى كلام الله والتأمل فيه ذكَّر البابا فرنسيس بحديث الكاهن والشاعر كليمنتي ريبورا عن ارتداده حين قال “إن كلام الله قد أسكت ثرثرتي”. وتابع الأب الأقدس أن كلام الله يُسكت ثرثتنا السطحية ويجعلنا ننطق بكلمات جادة وجميلة وفَرِحة. وأضاف أن قراءة كلام الله طريقة لفسح مجال لصوت الروح القدس في أعماقنا، هذا إلى جانب التعبد والصلاة، وخاصة الصلاة البسيطة والصامتة. وتحدث قداسته أيضا عن النطق بكلمات لطيفة في قلوبنا كي نتبادلها بعد ذلك غيما بيننا، وذلك حتى نكون أحدنا للآخر صدى صوت المعزي، الروح القدس.
وفي ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج قال البابا فرنسيس إن هذه الأفعال، أي قراءة الإنجيل والتأمل فيه، والصلاة في صمت وتبادل الكلمات اللطيفة، ليست بالصعبة بل يمكننا جميعا أن نقوم بها، مضيفا أن هذا أسهل من توجيه الإهانات أو الغضب. ودعا بالتالي إلى التساؤل: ما مكان هذه الأفعال في حياتنا وكيف يمكننا إنماؤها كي نكون في إصغاء أفضل للروح القدس ولنكون أصداء صوته بالنسبة للآخرين؟
ثم ختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء متضرعا كي تجعلنا مريم، التي كانت يوم العنصرة مع الرسل، مطيعين لصوت الروح القدس.
هذا وعقب تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء تحدث قداسة البابا فرنسيس إلى المؤمنين والحجاج عن التناغم الذي يخلقه الروح القدس مشيرا إلى أنه يخلق هذا التناغم من التنوع وبين أطراف قد تكون حتى في خلاف. ودعا الأب الأقدس مع احتفالنا اليوم بعيد العنصرة إلى الصلاة كي يخلق الروح القدس التناغم في قلوبنا وعائلاتنا، في مجتمعاتنا وفي العالم بأسره، وكي يًنمي الروح القدس الشركة والأخوّة بين المسيحيين في الطوائف المتنوعة، هذا إلى جانب التضرع كي يهب الروح القدس حكام العالم شجاعة القيام بأفعال حوار تقود إلى إنهاء الحروب. وفي سياق الحديث عن الحروب أراد البابا فرنسيس التشديد على التفكير في أوكرانيا مشيرا بشكل خاص إلى مدينة خاركيف والتي تعرضت إلى هجوم قبل يومين. وتابع قداسته مشيرا إلى التفكير في الأرض المقدسة، فلسطين وإسرائيل وأيضا مناطق العالم المختلفة التي تشهد حروبا. وتضرع كي يجعل الروح القدس مسؤولي الدول ويجعلنا جميعا نفتح أبواب السلام.
هذا وأراد قداسة البابا توجيه الشكر إلى سكان مدينة فيرونا على ما استقبلوه به من حفاوة ومودة خلال زيارته الرعوية إلى هذه المدينة أمس السبت. وأضاف أنه يفكر بشكل خاص في زيارته سجن فيرونا، وقال إن السجينات والسجناء قد شهدوا مرة أخرى على أن وراء جدران السجون هناك حياة تنبض وإنسانية ورجاء.
وخلال تحيته المؤمنين والحجاج القادمين من روما ومناطق إيطالية عديدة ومن دول أخرى أشار البابا فرنسيس إلى القادمين من تيمور الشرقية موجها إليهم التحية مضيفا أنه سيتوجه إلى بلدهم قريبا لزيارتهم.