استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مشيرا إلى أن إنجيل هذا الأحد يروي أن الرسل اجتمعوا عند يسوع بعد أن عادوا من الرسالة وأخبروه بما عملوا؛ فقال لهم: “تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلاً” (مرقس ٦، ٣١). ولكن الناس كانوا يعرفون تنقلاتهم، وعندما نزلوا من السفينة، وجد يسوع الجموع في انتظاره، فأخذته الشفقة عليهم، وأخذ يُعلِّمهم (راجع مرقس ٦، ٣٤).
وأشار الأب الأقدس بالتالي إلى أن هناك من ناحية الدعوة إلى الراحة، ومن ناحية أخرى شفقة يسوع على الجموع، مسلطا الضوء على جمال التأمل في شفقة يسوع. وأضاف قد يبدو أن الراحة والشفقة هما أمران غير متوافقين، ولكنهما يسيران معا. ولفت البابا فرنسيس من ثم في كلمته إلى اهتمام يسوع إزاء تعب التلاميذ. ربما يشعر بخطر قد يتعلق أيضا بحياتنا ورسالتنا، عندما تجعلنا – على سبيل المثال – الحماسة للمضي قدمًا بالرسالة أو العمل، وكذلك المهام الموكلة إلينا ضحايا كثرة النشاطات، منشغلين جدا بشأن الأمور التي ينبغي القيام بها والنتائج. فنضطرب هكذا ولا نعود نرى ما هو أساسي، ونخاطر باستنفاد طاقاتنا والوقوع في تعب الجسد والروح. وأشار البابا فرنسيس إلى أنه تحذير مهم لحياتنا، ولمجتمعنا الذي هو غالبًا أسير السرعة، وأيضا للكنيسة والخدمة الرعوية.
وتابع البابا فرنسيس كلمته لافتًا إلى أن الراحة التي اقترحها يسوع ليست هروبًا من العالم؛ على العكس، فقد شعر يسوع بالشفقة على الناس. وبالتالي، نتعلّم من الإنجيل أن الراحة والشفقة مترابطتان ببعضهما البعض: فقط إذا تعلّمنا الراحة نستطيع أن نشعر بالشفقة. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أنه من الممكن التحلي بنظرة شفوقة قادرة على إدراك احتياجات الآخر ذلك فقط إذا لم يكن قلبنا منهكًا بقلق العمل، وإذا عرفنا أن نتوقف، وننال، في صمت العبادة، نعمة الله. ولذا، قال البابا فرنسيس، نستطيع أن نسأل أنفسنا: أأعرف أن أخصص وقتًا لأكون مع ذاتي ومع الرب، أم أنني دائما في عجلة للقيام بما ينبغي فعله؟ أنعرف إيجاد بعض “الصحراء” الداخلية في وسط الضوضاء والنشاطات اليومية؟
وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، قال البابا فرنسيس لتساعدنا العذراء مريم على “الاستراحة في الروح” حتى وسط جميع النشاطات اليومية، وأن نكون شفوقين إزاء الآخرين.
وبعد صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة استهلها مشيرا إلى أنه ستبدأ هذا الأسبوع في باريس الألعاب الأولمبية وتليها الألعاب البارالمبية، وقال إن للرياضة أيضا قوة اجتماعية كبيرة، قادرة على أن توحد بشكل سلمي أشخاصا من ثقافات متعددة. وأمل الأب الأقدس أن يكون الرياضيون من خلال شهادتهم الرياضية رسل سلام ومثالا صالحا للشباب. وبشكل خاص، وبحسب التقليد القديم، لتكن الألعاب الأولمبية مناسبة من أجل هدنة للحروب، من خلال اظهار نية صادقة في السلام.
هذا وحيّا قداسة البابا فرنسيس جميع الحجاج القادمين من إيطاليا وبلدان عديدة، ودعا إلى الصلاة من أجل السلام، وقال لا ننسيّن أن الحرب هي هزيمة.
وفي ختام كلمته تمنّى البابا فرنسيس للجميع أحدا سعيدا وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.